قوله تعالى { ولا تتمنوا ما فضل الله بع بعضكم على بعض } فيه قولان :
أحدهما-وهو قول الإنسان ليت ما لفلان لي ، ويجوز أن يقول ليت مثله لي . ومن قال بهذا اختلفوا في النهي هل هو تحريم أم أدب ، فقال الفراء هو أدب ، وقال غيره هو تحريم .
والقول الثاني-وهو الأشهر- أنها نزلت في نساء تمنين كالرجال في فضلهم ومالهم . فروى عكرمة أنها نزلت في أم سلمة بنت أبي أمية ابن المغيرة . وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أم سلمة قالت : قلت يا رسول الله تغزو الرجال ولا نغزو ، وإنما لنا نصف الميراث ، فنزلت " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض " {[628]}
{ للرجال نصيب مما اكتسبوا ، وللنساء نصيب مما اكتسبن } من الثواب على طاعة الله والعقاب على معصيته ، وللنساء نصيب مثل ذلك ، ليعني أن للمرأة بالحسنة عشر أمثالها كالرجل ، وهو قول قتادة .
والثاني-أن معنى ذلك للرجال نصيب مما اكتسبوا من ميراث موتاهم ، وللنساء نصيب منه ، لأن أهل الجاهلية لم يكونوا يورثون النساء ، وهذا قول ابن عباس .
( واسألُوا اللهَ مِن فَضْلِهِ ) فيه قولان :
أحدهما : إن احتجتم إلى مال غيركم فاسألوا الله أن يعطيكم مثل ذلك من فضله ولا تتمنوا مال غيركم .
والثاني : العبادة التي تكسب الثواب في الآخرة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اسألوا الله من فضله فإنه يحب أن يسأل وإن أفضل العبادة انتظار الفرج " {[629]} .
ومعنى { إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } أنه قسَّم الأرزاق على ما علم وشاء فينبغي أن ترضوا بما قسم وتسألوه من فضله غير متأسفين لغيركم في عطية . والنهي تحريم عند أكثر العلماء ، لأنه ليس لأحد أن يقول : ليت مال فلان لي ، وإنما يقول ليت مثله لي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.