قوله : { وَمَن يَفْعَلْ ذلك } أي : القتل خاصة ، أو أكل أموال الناس ظلماً ، والقتل عدواناً وظلماً ، وقيل : هو إشارة إلى كل ما نهى عنه في هذه السورة . وقال ابن جرير : إنه عائد على ما نهى عنه من آخر وعيد وهو قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الذين ءامَنُوا لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النساء كَرْهاً } [ النساء : 19 ] لأن كل ما نهى عنه من أوّل السورة قرن به وعيد إلا من قوله : { يَا أَيُّهَا الذين ءامَنُوا لاَ يَحِلُّ لَكُمْ } فإنه لا وعيد بعده إلا قوله : { وَمَن يَفْعَلْ ذلك عدوانا وَظُلْماً } والعدوان : تجاوز الحدّ . والظلم : وضع الشيء في غير موضعه . وقيل : إن معنى العدوان ، والظلم واحد ، وتكريره لقصد التأكيد ، كما في قول الشاعر :
وألفى قولها كذباً ومينا*** . . .
وخرج بقيد العدوان والظلم ما كان من القتل بحق كالقصاص ، وقتل المرتد ، وسائر الحدود الشرعية ، وكذلك قتل الخطأ .
قوله : { فَسَوْفَ نُصْلِيهِ } جواب الشرط ، أي : ندخله ناراً عظيمة : { وَكَانَ ذلك } أي : إصلاؤه النار { عَلَى الله يَسِيراً } لأنه لا يعجزه بشيء . وقرئ : «نصليه » بفتح النون ، روي ذلك عن الأعمش ، والنخعي ، وهو : على هذه القراءة منقول من صلى ، ومنه شاة مصلية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.