النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۗ وَمَن يَكُنِ ٱلشَّيۡطَٰنُ لَهُۥ قَرِينٗا فَسَآءَ قَرِينٗا} (38)

قوله تعالى : { وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ } فيهم قولان :

أحدهما : أنهم اليهود ، وهو قول مجاهد .

والثاني : هم المنافقون ، وهو قول الزجاج .

{ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَآءَ قَرِيناً } القرين هو الصاحب الموافق ، كما قال عدي بن زيد :

عن المرءِ لا تسأل وأبصر قرينه *** فإن القرين بالمقارن مُقتدى{[640]}

وأصل القرين من الإقران ، والقِرن بالكسر المماثل لأقرانه في الصفة ، والقَرْن بالفتح : أهل العصر لاقترانهم في الزمان ، ومنه قَرْن البهيمة لاقترانه بمثله .

وفي المراد بكونه قريناً للشيطان قولان :

أحدهما : أنه مصاحبِهُ في أفعاله .

والثاني : أن الشيطان يقترن به في النار .


[640]:- هكذا بالأصول، والرواية المشهورة: عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدى وقد روى البيت لطرفة بن العبد في معلقته أيضا.