فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۗ وَمَن يَكُنِ ٱلشَّيۡطَٰنُ لَهُۥ قَرِينٗا فَسَآءَ قَرِينٗا} (38)

{ والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } عطف على ما سبق ، وتشريك لهم في الحكم والمال ، فمستقر هؤلاء وأولئك النار ، أولئك بشحهم ، ومنعهم حقوق الله في مالهم وعملهم ، وهؤلاء إنفاقهم بطرا وطلبا للمحمدة من الناس ، لم يبتغوا بها وجه رب الناس ؛ ( . . لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها . . ) ( {[1400]} ) ، وما أعظم شقوة المفتونين ، الذين يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا ! ؛ { ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا } زين لهم رفيق السوء ، وعدو البشر أن يعرضوا عن الآخرة فقالوا : ( . . ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين ) ( {[1401]} ) ، ( وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين ) ( {[1402]} ) ، ( وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه . . ) ( {[1403]} ) ؛ وزعم الذي ابتلي بالحديقتين وفتنتاه أنهما مخلدتاه ( . . قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا . وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا ) ( {[1404]} ) .


[1400]:من سورة يونس. من الآية 7.
[1401]:من سورة الجاثية. من الآية 32.
[1402]:من سورة سبأ. الآية 35.
[1403]:من سورة يس. من الآية 47.
[1404]:من سورة الكهف. من الآية 35؛ والآية 36.