السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۗ وَمَن يَكُنِ ٱلشَّيۡطَٰنُ لَهُۥ قَرِينٗا فَسَآءَ قَرِينٗا} (38)

وقوله تعالى :

{ والذين } عطف على الذين قبله { ينفقون أموالهم رئاء الناس } أي : مرائين لهم { ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } أي : كالمنافقين ومشركي مكة المنفقين أموالهم في عداوة النبيّ صلى الله عليه وسلم { ومن يكن الشيطان له قريناً } أي : صاحباً يعمل بأمره كهؤلاء { فساء } أي : فبئس { قريناً } هو حيث حملهم على البخل والرياء وكل شر وزينه لهم كقوله تعالى : { إنّ المبذرين كانوا إخوان الشياطين } ( الإسراء ، 27 ) .

والمراد : إبليس وأعوانه الداخلة في باطن الإنسان والخارجة عنه ، ويجوز أن يكون وعيداً لهم بأنّ الشيطان يقرن بهم في النار .