الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۗ وَمَن يَكُنِ ٱلشَّيۡطَٰنُ لَهُۥ قَرِينٗا فَسَآءَ قَرِينٗا} (38)

{ وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ } إلى الأخير ، محل الذين نصب عطفاً على قوله : { الَّذِينَ يَبْخَلُونَ } ، وإن شئت جعلته في موضع الخفض عطفاً على قوله : { وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ } نزلت في اليهود ، وقال السدي : في المنافقين ، وقيل : في مشركي مكة المتفقين على عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

{ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً } صاحباً وخليلا ، وهو فعيل من الاقتران ، قال عدي بن زيد :

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدي

{ فَسَآءَ قِرِيناً } فبئس الشيطان قريناً ، وقد نصب على التمييز ، وقيل : على الحال ، وقيل : على القطع بإلقاء الألف واللام منه ، كما نقول : نعم رجلا ، عبد الله ، تقديره : نعم الرجل عبد الله ، فلمّا حذف الألف واللام نصب ، كقوله

{ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً } [ الكهف : 50 ] ، و

{ سَآءَ مَثَلاً } [ الأعراف : 177 ] ، و

{ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً } [ الكهف : 29 ] ، و

{ سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً } [ الفرقان : 66 ] ،

{ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً } [ النساء : 69 ] ، و

{ كَبُرَ مَقْتاً } [ غافر : 35 ، فصلت : 2 ] ، قال المفسرون : { فَسَآءَ قِرِيناً } أي يقول :

{ يلَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ } [ الزخرف : 38 ] .