الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۗ وَمَن يَكُنِ ٱلشَّيۡطَٰنُ لَهُۥ قَرِينٗا فَسَآءَ قَرِينٗا} (38)

قوله : ( وَالذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ) الآية [ 38-39 ] .

( وَالذِينَ ) في موضع جر عطف على الكافرين ، ويجوز أن يعطف على ( الذِينَ يَبْخَلُونَ )( {[12436]} ) و( رِيَاءَ النَّاسِ ) مفعول من أجله ، ويجوز أن يكون مصدراً في موضع الحال( {[12437]} ) :

( وَلاَ يُومِنُونَ ) حال كأنه : مرائين غير مؤمنين( {[12438]} ) .

ويجوز أن يكون مؤمنون مرفوعاً على القطع أي : وهم لا يؤمنون( {[12439]} ) .

ومعنى الآية : ( وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ ) ( وَالذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِيَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُومِنُونَ بِاللَّهِ ) ( عَذَاباً مُّهِيناً ) هذا من صفة المنافقين .

وقيل : هو صفة اليهود أيضا( {[12440]} ) ، وهو بصفة المنافقين أليق وأحسن( {[12441]} ) ، لأنهم لا يؤمنون بالبعث( {[12442]} ) ، واليهود يؤمنون بالبعث ، وقد وصفهم الله تعالى أنهم لا يؤمنون باليوم الآخر فهو إلى المنافقين أقرب .

قوله : ( وَمَنْ يَّكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً ) أي : خليلاً يعمل بطاعته ، ويتبع أمره ، ويترك أمر الله تعالى ، فبئس الخليل خليله .


[12436]:- انظر: معاني الزجاج 2/51، وإعراب النحاس 1/416-417.
[12437]:- مشكل الإعراب 1/197، والمحرر 4/116.
[12438]:- انظر: المحرر 4/116، والبحر 3/248.
[12439]:- انظر: مشكل الإعراب 1/197.
[12440]:- انظر: تفسير مجاهد 1/158.
[12441]:- هو اختيار الطبري، انظر: جامع البيان 5/87.
[12442]:- (ج) (د): بعث.