النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَعِظۡهُمۡ وَقُل لَّهُمۡ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ قَوۡلَۢا بَلِيغٗا} (63)

قوله تعالى : { أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ مَا فِي قُلُوبِهِم } يعني من النفاق الذي يضمرونه .

{ فَأَعْرِضْ عَنهُم وَعِظْهُم } وفي الجمع بين الإعراض والوعظ مع تنافي{[662]} اجتماعهما في الظاهر - ثلاثة أوجه :

أحدها : أعرض عنهم بالعداوة لهم وعِظهم فيما بدا منهم .

والثاني : أعرض عن عقابهم وعظهم .

والثالث : أعرض عن قبول الأعذار منهم وعظهم .

{ وَقُل لَّهُم فِي أَنْفُسِهِم قَوْلاً بَلِيغاً } فيه قولان :

أحدهما : أن يقول لهم : إن أظهرتم ما في قلوبكم قتلكم ، فإنه يبلغ{[663]} من نفوسهم كل مبلغ ، وهذا قول الحسن .

والثاني : أن يزجرهم عما هم عليه بأبلغ الزواجر .


[662]:- مع تنافي: جاءت في الأصول معافي.
[663]:- يبلغ: سقطت من ق. نفوسهم: نفوسكم في ق