تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَعِظۡهُمۡ وَقُل لَّهُمۡ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ قَوۡلَۢا بَلِيغٗا} (63)

الآية 63

وقوله تعالى : { أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم } من النفاق والخلاف غير ما حلفوا{ فأعرض عنهم } ولا تعاقبهم في هذه المدة{ وقل لهم } إن فعلتم مثل هذا ثانية عاقبتكم . ويحتمل أن يكون على الوعيد ، أي لا تعاقبهم ، فإن الله تعالى عز وجل هو معاقبهم .

وقوله تعالى : { إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا } قيل : أي تخفيفا وتيسيرا عليك ؛ على أنه إن وفق للصواب ، وإلا رجعنا إليك{ إحسانا وتوفيقا }لما نقول {[5886]} : التحاكم إليهم يحملهم على الرجوع إلى دين الإسلام . وقيل { إحسانا } يحسنون إلينا ، ويبروننا بفضول أموالهم . وقيل : { وتوفيقا }بفضول أموالهم . وقيل : { وتوفيقا }أي صوابا .

وقوله تعالى : { وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا } قيل : أوعدهم وعيدا ، حتى إذا عادوا إلى مثله يعاقبون . وقيل : ألزمهم الحجة في ذلك ، وأبلغها إليهم ، حتى إذا عادوا عاقبتهم .


[5886]:في الأصل وم: نقل