النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَكَيۡفَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ جَآءُوكَ يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّآ إِحۡسَٰنٗا وَتَوۡفِيقًا} (62)

قوله تعالى : { فَكَيفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةُ . . } الآية في سبب نزولها قولان :

أحدهما : أن عمر قتل منافقاً لم يرض بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء إخوانه من المنافقين يطالبون بدمه ، وحلفوا بالله أننا ما أردنا في المطالبة بدمه إلا إحساناً إلى النساء ، وما يوافق الحق في أمرنا .

والثاني : أن المنافقين بعد القودِ من صاحبهم اعتذروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في محاكمتهم إلى غيره بأن قالوا ما أردنا في عدولنا عنك إلا توفيقاً بين الخصوم وإحساناً بالتقريب في الحكم دون الحمل على مُرّ الحق ، فنزلت هذه الآية .