بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَعِظۡهُمۡ وَقُل لَّهُمۡ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ قَوۡلَۢا بَلِيغٗا} (63)

قوله تعالى : { أُولَئِكَ الذين يَعْلَمُ الله مَا في قُلُوبِهِمْ } من الضمير . وقال الزجاج : معناه قد علم الله أنهم منافقون ، والفائدة لنا أن اعلموا أنهم منافقون . قال : ومعنى قوله : { وَتَوْفِيقاً } أي طلباً لما وافق الحق . ثم قال تعالى : { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } ولا تعاقبهم { وَعِظْهُمْ } بلسانك { وَقُل لَّهُمْ في أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً } يقول : خوفهم وهددهم إن فعلتم الثاني عاقبتكم . قال مقاتل : تقدم إليه تقدماً وثيقاً ثم نسخ بقوله { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المصير } [ سورة التوبة : 73 ] .