النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ فُرُشِۭ بَطَآئِنُهَا مِنۡ إِسۡتَبۡرَقٖۚ وَجَنَى ٱلۡجَنَّتَيۡنِ دَانٖ} (54)

{ مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا منْ إِسْتَبْرَقٍ } فيه وجهان :

أحدهما : أن بطائنها يريد به ظواهرها ، قاله قتادة .

والعرب تجعل البطن ظهراً فيقولون هذا بطن السماء وظهر السماء .

الثاني : أنه أراد البطانة دون الظهارة ، لأن البطانة إذا كانت من إستبرق وهي أدون من الظاهرة دل على أن الظهارة فوق الإستبرق ، قاله الكلبي .

وسئل عباس فما الظواهر ؟ قال : إنما وصف لكم بطائنها لتهتدي إليه قلوبكم فأما الظواهر فلا يعلمها إلا الله .

{ وَجَنَى الجَنَّتَيْنِ دَانٍ } فأما الجنا فهو الثمر ، ومنه قول الشاعر{[2858]} :

هذا جناي وخياره فيه *** إذ كل جان يده إلى فيه

وفي قوله : { دَانٍ } وجهان :

أحدهما : داني لا يبعد على قائم ولا على قاعد ، قاله مجاهد .

الثاني : أنه لا يرد أيديهم عنها بُعد ولا شوك ، قاله قتادة .


[2858]:ورد البيت الأول في اللسان غير منسوب إلى قائل.