النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَرۡيَمَ ٱبۡنَتَ عِمۡرَٰنَ ٱلَّتِيٓ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتۡ بِكَلِمَٰتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِۦ وَكَانَتۡ مِنَ ٱلۡقَٰنِتِينَ} (12)

{ ومريمَ ابنَةَ عِمرانَ التي أحْصَنَتْ فَرْجَهَا } قال المفسرون :

إنه أراد بالفرج الجيب لأنه قال { فنفخنا فيه مِن رُوحنا } وجبريل إنما نفخ في جيبها ، ويحتمل أن تكون أحصنت فرجها ونفخ الروح في جيبها .

{ وصَدَّقَتْ بكلماتِ رَبِّها وكُتُبِه } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أن " كلمات ربها " الإنجيل ، و " كتبه " التوراة والزبور .

الثاني : أن " كلمات ربها " قول جبريل حين نزل عليها { إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً }{[3024]} ، { وكتبه } الإنجيل الذي أنزله من السماء ، قاله الكلبي .

الثالث : أن " كلمات ربها " عيسى{[3025]} ، و " كتبه " الإنجيل ، قاله مقاتل .

{ وكانت من القانتين } أي من المطيعين في التصديق .

الثاني : من المطيعين في العبادة .


[3024]:آية 19 مريم.
[3025]:يقوى هذا الوجه قوله تعالى: "إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم" آية 45 من سورة آل عمران.