بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَرۡيَمَ ٱبۡنَتَ عِمۡرَٰنَ ٱلَّتِيٓ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتۡ بِكَلِمَٰتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِۦ وَكَانَتۡ مِنَ ٱلۡقَٰنِتِينَ} (12)

ثم قال عز وجل : { وَمَرْيَمَ ابنة عِمْرَانَ } يعني : واذكر مريم ، ويقال : معناه : وضرب الله مثلاً مريم ابنة عمران وصبرها على إيذاء اليهود ، { التي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا } يعني : عفت نفسها عن الفواحش . { فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا } يعني : أرسلنا جبريل عليه السلام فنفخ في جيب درعها ، وذلك قوله : { فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا } أي : في جيبها ، أي روحاً من أرواحنا ، وهي روح عيسى عليه السلام { وَصَدَّقَتْ بكلمات رَبَّهَا } أي : صدقت بعيسى عليه السلام ويقال : صدقت بالبشارات التي بشرها بها جبريل . { وَكُتُبِهِ } يعني : آمنت بكتاب الله تعالى ؛ وقرأ أبو عمرو وعاصم في رواية حفص { وَكُتُبِهِ } يعني : الكتب التي أنزلت على الأنبياء ، والباقون { بكتابه } يعني : الإنجيل . وقرأ بعضهم { وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَة رَبّهَا } يعني : صار عيسى مخلوقاً بكلمة الله ، فصدقت بذلك . { وَكَانَتْ مِنَ القانتين } يعني : المطيعين لله .