الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَمَرۡيَمَ ٱبۡنَتَ عِمۡرَٰنَ ٱلَّتِيٓ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتۡ بِكَلِمَٰتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِۦ وَكَانَتۡ مِنَ ٱلۡقَٰنِتِينَ} (12)

{ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا } أي في درعها ، لذلك ذكر الكناية .

{ وَصَدَّقَتْ } قراءة العامّة بالتشديد ، وقرأ لاحق بن حميد بالتخفيف .

{ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا } قراءة العامّة بالجمع .

وقرأ الحسن وعيسى والجحدري : الكلمة على الواحد يعنون عيسى( عليه السلام ) { وَكُتُبِهِ } قرأ أَبُو عمر ويعقوب : وكتبه ، على الجمع ، وهي رواية حفص عن عاصم واختيار أبي حاتم قال : لأنّها أَعم .

وقرأ الباقون : و { وكتابه } ، على الواحد وهي اختيار أبي عبيد .

{ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ } المطيعين ، مجازه : من القوم العابدين ، ولذلك لم يقل قانتات ، نظيره

{ يمَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ } [ آل عمران : 43 ] .

أخبرنا الحسن بن محمد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن اسحاق السني ومحمد بن المظفّر قالا : حدّثنا علي بن أحمد بن سليمان ، حدّثنا موسى بن سابق ، حدّثنا ابن وهب أخبرني الماضي ابن محمد عن بردة عن مكحول عن معاذ بن جبل : " أنّ النبّي صلى الله عليه وسلم دخل على خديجة وهي تجود بنفسها فقال : " أكره ما نزل بك يا خديجة وقد جعل اللّه في الكره خيراً كثيراً ، فإذا قدمت على ضرّاتك فأقرئيهنّ منّي السلام " . قالت : يا رسول اللّه من هنّ ؟ قال : «مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وكليمة أو حليمة أُخت موسى » . شكَّ الراوي ، فقالت : بالرفاه والبنين " .

أخبرنا الحسن بن محمد ، حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن شيبة ، حدّثنا عبيد اللّه أحمد بن منصور الكسائي ، حدّثنا محمد بن عبد الجبار المعروف بسندول الهمداني ، حدّثنا أَبُو أُسامة عن شعبة عن عمرو بن مرّة عن أبي موسى قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم " كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلاّ أربع : آسية بنت مُزاحم امرأة فرعون ، ومريم أبنة عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وفضل عائشة على النّساء كفضل الثريد على سائر الطعام " .