قوله عز وجل : { وَكَم مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا } الآية ، هذا إخبار من الله تعالى عن حال من أهلكه بكفر تحذيراً للمخاطبين به عن مثله ، وقوله : { وَكَم } هي كلمة توضع للتكثير ، " ورُب " موضوعة للتقليل . وذلك هو الفرق بين كم ورب .
كم عمّة لك يا جرير وخالة *** فدعاء قد حلبت عليّ عشارى{[1027]}
فدل ذلك على تكثير العمات والخالات :
وفي قوله : { أَهْلَكْنَاهَا فجاءها بَأْسُنَا بَيَاتَاً } وإنما الهلاك بعد مجيء البأس أربعة أوجه :
أحدها - معناه أهلكناها حكماً فجاءها بأسنا فعلاً .
والثاني- أهلكناها بإرسال الملائكة إليها بالعذاب فجاءها بأسنا بوقوع العذاب لهم .
والثالث - أهلكناها بخذلاننا لها عن الطاعة فجاءها بأسنا عقوبة على المعصية .
والرابع- أن البأس والهلاك وقعا معاً في حال واحدة ، لأن الهلاك كان بوقوع البأس فلم يفترقا ، وليس دخول الفاء بينهما موجبة لافتراقهما بل قد تكون بمعنى الواو كما يقال أعطيت وأحسنت ، فكان الإحسان بالعطاء ولم يكن بعد العطاء ، قاله الفراء .
وقوله : { بَيَاتاً } يعني في نوم الليل .
{ أَوْ هُمْ قَائِلُونَ } يعني في نوم النهار وقت القائلة .
فإن قيل : فلم جاءهم بالعذاب في وقت النوم دون اليقظة ؟ قيل : لأمرين :
أحدهما- لأن العذاب في وقت الراحة أشد وأغلظ .
والثاني- لئلا يتحرزوا منه ويهربوا عنه ، لاستسلام النائم وتحرز المستيقظ . والبأس : شدة العذاب . والبؤس : شدة الفقر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.