النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{بَلِ ٱلۡإِنسَٰنُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ بَصِيرَةٞ} (14)

{ بل الإنسانُ على نَفْسِه بَصيرةٌ } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : أنه شاهد على نفسه بما تقوم به الحجة عليه ، كما قال تعالى : { اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً } .

الثاني : أن جوارحه شاهدة عليه بعمله ، قاله ابن عباس ، كما قال تعالى : { اليوم نَخْتِمُ على أفواههم وتُكَلِّمنا أيْديهم وتشْهدُ أرجُلُهم بما كانوا يكْسِبون } .

الثالث : معناه بصير بعيوب الناس غافل عن عيب نفسه{[3152]} فيما يستحقه لها وعليها من ثواب وعقاب .

والهاء في " بصيرة " للمبالغة{[3153]} .


[3152]:هذا قول الحسن، كما ذكر القرطبي 19/100.
[3153]:وذلك مثل الهاء في علام وعلامة وراوي وراوية للدلالة على الكثرة والمبالغة.