النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَإِمَّا تَثۡقَفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡحَرۡبِ فَشَرِّدۡ بِهِم مَّنۡ خَلۡفَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُونَ} (57)

قوله عز وجل : { فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ } فيه وجهان :

أحدهما : تصادفهم .

والثاني : تظفر بهم .

{ فَشَرِّدْ بِهِم منْ خَلْفَهُمْ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أنذر بهم من خلفهم ، قال الشاعر من هذيل :

أطوِّف في الأباطح كلَّ يوم *** مخافة أن يشرِّد بي حكيم{[1197]} .


[1197]:سقط من ق، وذكرت نسخة الأصل ك وجها واحدا من الأوجه الثلاثة، وقال أبو عبيد: شرد بهم: مسمع بهم. وقال الضحاك: نكل بهم. وقال الزجاج: أفعل بهم فعلا من القتل تغرق به من خلفهم. . والبيت أطوف.. يتفق مع قول الزجاج هذا.