ثم شرع تعالى في بيان أحكام الناقضين ، بعد تفصيل أحوالهم ، بقوله :
57 { فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون }
{ فإما تثقفنهم في الحرب } أي فإما تصادفنهم وتظفرن بهم { فشرد بهم من خلفهم } أي فرق بهم من وراءهم من المحاربين . يعني : بأن تفعل بهم من النكال وتغليظ العقوبة ، ما يشرد غيرهم خوفا ، فيصيروا لهم عبرة . كما قال : { لعلهم يذكرون } أي لعل المشردين يتعظون بما شاهدوا ما نزل بالناقضين ، فيرتدوا عن النقض أو عن الكفر . قال في ( التاج ) : وقيل : معنى { فشرد بهم } فسمع بهم ، وقيل : فزِّع بهم . ولا يخفى أن هذه المعاني متقاربة . وأصل التشريد الطرد والتفريق . ويقال : شرد به تشريدا ، سمَّع الناس بعيوبه . قال :
أُطوِّفُ بالأباطح كلَّ يوم *** مخافَةَ أن يُشَرِّدَ بي حَكِيمُ
معناه أن يسمع بي و ( حكيم ) رجل من بني سُليم كانت قريش ولَّتْهُ الأخذ على أيدي السفهاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.