النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (61)

قوله عز وجل : { وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : وإن مالوا إلى الموادعة فَمِلْ إليها .

والثاني : وإن توقفوا عن الحرب مسالمة لك فتوقف عنهم مسالمة لهم .

والثالث : وإن أظهروا الإسلام فاقبل منهم ظاهر إسلامهم وإن تخلف باطن اعتقادهم .

وفيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها عامة في موادعة كل من سألها من المشركين ثم نسخت بقوله تعالى

{ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُم }{[1200]} قاله الحسن وقتادة وابن زيد .

والثاني : أنها في أهل الكتاب خاصة إذا بذلوا الجزية .

والثالث : أنها في قوم معينين سألوا الموادعة فأمر بإجابتهم .


[1200]:الآية 5 من سورة التوبة.