ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالشدة والغلظة عليهم فقال : { فإما تثقفنهم في الحرب } أي فإما تصادفنهم في ثقاف وتلقاهم في حالة تقدر عليهم فيها وتتمكن من غلبهم وتظفر بهم يقال تقفت الشيء ثقفا من باب تعب أخذته ، وثقفت الرجل في الحرب أدركته وثقفته ظفرت به ، وثقفت الحديث فهمته بسرعة والفاعل ثقيف وبه سمي حي من اليمن ، والثقاف في أصل اللغة ما يشد به القناة ونحوها يقال فلان ثقف أي سريع الوجود لما يحاوله .
{ فشرّد بهم } أي ففرق بقتلهم والتنكيل بهم والعقوبة لهم { من خلفهم } من المحاربين لك من أهل الشرك كفار مكة حتى يهابوا جانبك ويكفوا عن حربك مخافة أن ينزل بهم ما نزل بهم مع الاضطراب والازعاج ، وقال أبو عبيدة : شرد بهم سمع بهم وقال الزجاج : افعل بهم فعلا من القتل تفرق به من خلفهم ، يقال شردت بني فلان قلعتهم عن مواضعهم وطردتهم عنها حتى فارقوها ، ومنه شرد البعير إذا فارق صاحبه .
وقرأ ابن مسعود بالذال ، قال قطرب : التشريذ هو التنكيل ، وبالمهملة هو التفريق ، وقال المهدوي : الذال المعجمة لا وجه ولا يعرف في اللغة { لعلهم } أي الذين خلفهم { يذكرون } أي يحذرون أن ينكثوا فيصنع بهم مثل ذلك ، قاله السدي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.