قوله عز وجل : { الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم من بَعْضٍ } يحتمل وجهين :
أحدهما : أن بعضهم يجتمع مع بعض على النفاق .
والثاني : أن بعضهم يأخذ نفاقه من بعضٍ . وقال الكلبي : بعضهم على دين بعض .
{ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ } في المنكر والمعروف قولان :
أحدهما : أن المنكر كل ما أنكره العقل من الشرك ، والمعروف : كل ما عرفه العقل من الخير{[1263]} .
والثاني : أن المعروف في كتاب الله تعالى كله الإيمان ، والمنكر في كتاب الله تعالى كله الشرك ، قاله أبو العالية .
{ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ } فيه أربعة أقاويل :
أحدها : يقبضونها عن الإنفاق في سبيل الله تعالى ، قاله الحسن ومجاهد .
والثاني : يقبضونها عن كل خير ، قاله قتادة .
والثالث : يقبضونها عن الجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله بعض المتأخرين .
والرابع : يقبضون أيديهم عن رفعها في الدعاء إلى الله تعالى .
{ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ } أي تركوا أمره فترك رحمتهم{[1264]} .
قال ابن عباس : كان المنافقون بالمدينة من الرجال ثلاثمائة ، ومن النساء سبعين ومائة امرأة .
وروى مكحول عن أبي الدرداء أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صفة المنافق : فقال : " إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا اؤتُمِنَ خَانَ ، وَإِذا وَعَدَ أَخلَفَ ، وَإِذَ خَاصَمَ فَجَرَ ، وَإِذَا عَاهَدَ نَقَضَ ، لاَ يَأْتِي الصَّلاَةَ إِلاَّ دُبُراً وَلاَ يَذْكُرِ اللَّهَ إِلاَّ هَجْراً " {[1265]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.