قوله : { المنافقون والمنافقات بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ } ذكر هاهنا جملة أحوال المنافقين ، وأن ذكورهم في ذلك كإناثهم ، وأنهم متناهون في النفاق والبعد عن الإيمان ، وفيه إشارة إلى نفي أن يكونوا من المؤمنين ، وردّ لقولهم : { وَيَحْلِفُونَ بالله إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ } ، ثم فصل ذلك المجمل ببيان مضادّة حالهم لحال المنافقين فقال : { يَأْمُرُونَ بالمنكر } وهو كل قبيح عقلاً أو شرعاً { وَيَنْهَوْنَ عَنِ المعروف } وهو كل حسن عقلاً أو شرعاً قال الزجاج : هذا متصل بقوله : { وَيَحْلِفُونَ بالله إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مّنكُمْ } أي ليسوا من المؤمنين ، ولكن بعضهم من بعض : أي متشابهون في الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف { وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ } أي : يشحون فيما ينبغي إخراجه من المال في الصدقة ، والصلة والجهاد ، فالقبض كناية عن الشحّ ، كما أن البسط كناية عن الكرم . والنسيان الترك : أي تركوا ما أمرهم به ، فتركهم من رحمته وفضله ، لأن النسيان الحقيقي لا يصح إطلاقه على الله سبحانه ، وإنما أطلق عليه هنا من باب المشاكلة المعروفة في علم البيان ، ثم حكم عليهم بالفسق : أي الخروج عن طاعة الله إلى معاصيه ، وهذا التركيب يفيد أنهم هم الكاملون في الفسق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.