غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَقۡبِضُونَ أَيۡدِيَهُمۡۚ نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمۡۚ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (67)

60

ثم ذكر جملة أحوال المنافقين . وأن إناثهم في ذلك كذكورهم فقال { المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض } أي في صفة النفاق وأريد به نفي أن يكونوا من المؤمنين وتكذيبهم في قولهم { إنهم لمنكم } وتقرير قوله { وما هم منكم } ثم فصل ذلك المجمل ببيان مضادة حالهم الحال المؤمنين فقال { يأمرون بالمنكر } وهو كل قبيح عقلاً أو شرعاً وأعظم ذلك تكذيب الله ورسوله . { وينهون عن المعروف } وهو كل حسن عقلاً أو شرعاً وأعظم ذلك الإخلاص في الإيمان { ويقبضون أيديهم } عن كل خير أو عن كل واجب كصدقة أو زكاة أو إتفاق في سبيل الله ، وهذا أولى ليتوجه الذم بتركه . وقبض الأيدي كناية عن الشح والبخل كبسطها في الكرم والسخاء { نسوا الله } أغفلوا أمره وتركوا ذكره وذلك أن النسيان الحقيقي لا يتوجه عليه الذم { فنسيهم } جازاهم بأن صيرهم بمنزلة المنسي من ثوابه ورحمته وهذا على سبيل المزاوجة والطباق . وإنما جعل النسيان عبارة عن ترك الذكر لأن من نسي شيئاً لم يذكره فدل بذكر الملزوم على اللازم ، ثم قال { إن المنافقين هم الفاسقون } وفيه دليل على أنهم هم الكاملون في الفسق وأن على المسلم أن يتحرز عما يكسبه هذا الاسم .

/خ69