النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَحۡذَرُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيۡهِمۡ سُورَةٞ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلِ ٱسۡتَهۡزِءُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخۡرِجٞ مَّا تَحۡذَرُونَ} (64)

{ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ . . . } الآية ، فيه وجهان :

أحدهما : أنه إخبار من الله تعالى عن حذرهم ، قاله الحسن وقتادة .

والثاني : أنه أمر من الله تعالى لهم بالحذر ، وتقديره ليحذر المنافقون ، قاله الزجاج .

وفي قوله تعالى : { . . . تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِم } وجهان :

أحدهما : ما أسرّوه من النفاق .

والثاني : قولهم في غزوة تبوك : أيرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها ؟ هيهات هيهات . فأطلع الله تعالى نبيّه صلى الله عليه وسلم على ما قالوا ، قاله الحسن وقتادة .

{ قُلِ اسْتَهْزِئُواْ } هذا وعيد خرج مخرج الأمر للتهديد .

{ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ } يحتمل وجهين :

أحدهما : مظهر ما تسرّون .

والثاني : ناصر من تخذلون .