النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَرِحَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ بِمَقۡعَدِهِمۡ خِلَٰفَ رَسُولِ ٱللَّهِ وَكَرِهُوٓاْ أَن يُجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَالُواْ لَا تَنفِرُواْ فِي ٱلۡحَرِّۗ قُلۡ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّٗاۚ لَّوۡ كَانُواْ يَفۡقَهُونَ} (81)

قوله عز وجل : { فَرَحَ الْمُخَلَّفُونَ } أي المتروكون .

{ بِمَقْعَدِهْم خِلاَفَ رَسُولِ اللَّهِ } فيه وجهان :

أحدهما : يعني مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا قول الأكثرين .

والثاني : معناه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله أبو عبيدة وأنشد .

عفت الديار خلافهم فكأنما *** بسط الشواطب بينهن حصيراً{[1269]}

أي بعدهم .

{ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ } فيه وجهان :

أحدهما : هذا قول بعضهم لبعض حين قعدوا .

والثاني : أنهم قالوه للمؤمنين ليقعدوا معهم ، وهؤلاء المخلفون عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وكانوا أربعة وثمانين نفساً .


[1269]:في ق عقد الربيع، وفي ك: عقب الربيع. والتصويب من تفسير القرطبي 10/301 وفيه: شطبت المرأة الجريد إذا شقته لتعمل منه الحصير، قال أبو عبيد ثم تلقيه الشاطبة إلى المنقبة.