الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَرِحَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ بِمَقۡعَدِهِمۡ خِلَٰفَ رَسُولِ ٱللَّهِ وَكَرِهُوٓاْ أَن يُجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَالُواْ لَا تَنفِرُواْ فِي ٱلۡحَرِّۗ قُلۡ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّٗاۚ لَّوۡ كَانُواْ يَفۡقَهُونَ} (81)

فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ } عن غزوة تبوك { بِمَقْعَدِهِمْ } بقعودهم { خِلاَفَ رَسُولِ اللَّهِ } قال قطرب والمؤرخ : يعني مخالفة لرسول الله حين سار وأقاموا ، وقال أبو عبيدة : يعني بعد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .

وأنشد الحرث بن خالد :

عقب الربيع خلافهم فكأنما *** بسط الشواطب بينهن حصيرا

أي بعدهم ، ويدل على هذا التأويل قراءة عمرو بن ميمون : خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم { وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ } وكانت غزوة تبوك في شدة الحر { قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ } يعلمون ذلك ، هُو في مصحف عبد الله