تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{فَرِحَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ بِمَقۡعَدِهِمۡ خِلَٰفَ رَسُولِ ٱللَّهِ وَكَرِهُوٓاْ أَن يُجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَالُواْ لَا تَنفِرُواْ فِي ٱلۡحَرِّۗ قُلۡ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّٗاۚ لَّوۡ كَانُواْ يَفۡقَهُونَ} (81)

{ فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله } قال محمد : قيل : المعنى : بأن قعدوا لمخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

{ وقالوا لا تنفروا في الحر } قال قتادة : خرج المؤمنون يومئذ إلى تبوك في لهبان الحر ؛ قال الله عز وجل -للنبي صلى الله عليه وسلم- : { قل نار جهنم أشد حرا } من نار الدنيا { لو كانوا يفقهون } قال الحسن : يقول : لو كانوا يفقهون لعلموا أن نار جهنم أشد حرا من نار الدنيا .

يحيى : عن النضر بن معبد ، عن أبي قلابة قال : " بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له في يوم شديد الحر إذ نزل منزلا ، فجعل الرجل منهم ينتعل ثوبه من شدة حر الأرض ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أراكم تجزعون من حر الشمس وبينكم وبينها مسيرة خمسمائة عام فوالذي نفسي بيده لو أن بابا من أبواب جهنم فتح بالمشرق ، ورجل بالمغرب لغلى دماغه حتى يسيل من منخريه " {[433]} .


[433]:لم أجده في مظانه، والتقصير منا.