الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَرِحَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ بِمَقۡعَدِهِمۡ خِلَٰفَ رَسُولِ ٱللَّهِ وَكَرِهُوٓاْ أَن يُجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَالُواْ لَا تَنفِرُواْ فِي ٱلۡحَرِّۗ قُلۡ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّٗاۚ لَّوۡ كَانُواْ يَفۡقَهُونَ} (81)

وقوله عزَّ وجلَّ :{ فَرِحَ المخلفون بِمَقْعَدِهِمْ خلاف رَسُولِ الله } [ التوبة : 81 ] .

هذه آية تتضمَّن وصف حالِهِمْ ، على جهة التوبيخ ، وفي ضمنها وعيدٌ ، وقوله : { المخلفون } : لفظٌ يقتضي تحقيرَهُم ، وأنهم الذين أبعدهم اللَّه مِنْ رضاه و«مقْعَد » : بمعنى القُعُود ، و«خِلاَف » معناه : «بَعْدَ » ، ومنه قولُ الشاعر : [ الطويل ]

فَقُلْ للَّذِي يَبْغِي خِلاَفَ الَّذِي مَضَى *** تَأَهَّبْ لأُخْرَى مِثْلِهَا فَكَأَنْ قَد

يريد : بعد الذي مَضَى ، وقال الطبريُّ : هو مصدرُ : خَالَفَ يُخَالِفُ ، وقولهم : { لاَ تَنفِرُوا فِي الحر } كان هذا القول منهم ؛ لأن غزوة تبوك كَانَتْ في شدَّة الحَرِّ وطِيب الثمار .