قوله تعالى : { ولا يحزنك } . قرأ نافع يحزنك بضم الياء وكسر الزاي ، وكذلك جميع القرآن إلا قوله لا يحزنهم الفزع الأكبر ، ضده أبو جعفر ، وهما لغتان : حزن يحزن وأحزن يحزن ، إلا أن اللغة الغالبة حزن يحزن .
قوله تعالى : { الذين يسارعون في الكفر } . قال الضحاك : هم كفار قريش ، وقال غيره : هم المنافقون يسارعون في الكفر بمظاهرة الكفار .
قوله تعالى : { إنهم لن يضروا الله شيئاً } . بمسارعتهم في الكفر .
قوله تعالى : { يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة } . نصيباً في ثواب الآخرة ، فلذلك خذلهم حتى سارعوا في الكفر .
يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : { وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ } وذلك من شدة حرصه على الناس كان يحزنه مُبَادَرَة الكفار إلى المخالفة والعناد والشقاق ، فقال تعالى : ولا يحزنك ذلك { إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ } أي : حكمته فيهم أنه يريد بمشيئته وقدرته ألا يجعل لهم نصيبا في الآخرة { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } .
{ وَلاَ يَحْزُنكَ الّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنّهُمْ لَن يَضُرّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الاَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }
يقول جلّ ثناؤه : ولا يحزنك يا محمد كفر الذين يسارعون في الكفر مرتدّين على أعقابهم من أهل النفاق ، فإنهم لن يضرّوا الله بمسارعتهم في الكفر شيئا ، كما أن مسارعتهم لو سارعوا إلى الإيمان لم تكن بنافعته ، كذلك مسارعتهم إلى الكفر غير ضارّته . كما :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { وَلا يَحزُنْكَ الّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الكُفرِ } يعني : هم المنافقون .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق : { وَلا يَحزُنْكَ الّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الكُفرِ } أي المنافقون .
القول في تأويل قوله تعالى : { يُرِيدُ اللّهُ أنْ لا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّا فِي الاَخِرَةِ وَلهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } .
يعني بذلك جلّ ثناؤه : يريد الله أن لا يجعل لهؤلاء الذين يسارعون في الكفر نصيبا في ثواب الاَخرة ، فلذلك خذلهم ، فسارعوا فيه . ثم أخبر أنهم مع حرمانهم ما حرموا من ثواب الاَخرة ، لهم عذاب عظيم في الاَخرة ، وذلك عذاب النار . وقال ابن إسحاق في ذلك بما :
حدثني ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق : { يُرِيدُ اللّهُ أنْ لا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّا فِي الاَخِرَةِ } : أن يحبط أعمالهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.