الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَا يَحۡزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡكُفۡرِۚ إِنَّهُمۡ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۚ يُرِيدُ ٱللَّهُ أَلَّا يَجۡعَلَ لَهُمۡ حَظّٗا فِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (176)

قوله ( وَلاَ يُحْزِنْكَ الذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الكُفْرِ ) الآية [ 176 ] .

المعنى : ولا يحزنك يا محمد كفر الذين يسارعون في الكفر وهذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ولأصحابه ( إِنَّهُمْ لَن يَّضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً ) كما أن مسارعتهم إلى الإيمان لو سارعوا لم تكن نافعة لله تعالى( {[11285]} ) ، قال مجاهد : يعني بذلك المنافقين( {[11286]} ) . وهذه الآية نزلت في قوم أسلموا ثم ارتدوا ، فاغتم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لذلك فأنزل الله عز وجل ( وَلاَ يُحْزِنْكَ الذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الكُفْرِ ) الآية( {[11287]} ) .

قوله ( أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ ) [ 176 ] أي : يريد أن يحبط( {[11288]} ) أعمالهم بالكفر .


[11285]:- انظر: المصدر السابق.
[11286]:- انظر: تفسير المجاهد 1/139، وجامع البيان 4/184.
[11287]:- انظر: إعراب النحاس 1/378 والجامع للأحكام 4/284.
[11288]:- (أ): نحبط.