السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَا يَحۡزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡكُفۡرِۚ إِنَّهُمۡ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۚ يُرِيدُ ٱللَّهُ أَلَّا يَجۡعَلَ لَهُمۡ حَظّٗا فِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (176)

{ ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر } أي : يقعون فيه وقوعاً سريعاً حرصاً عليه ، وهم المنافقون من المتخلفين أو قوم ارتدوا عن الإسلام أي : لا تهتم لكفرهم { إنهم لن يضرّوا الله شيئاً } بفعلهم وإنما يضرّون به أنفسهم ، وقرأ نافع يحزنك بضمّ الياء وكسر الزاي حيث وقع ما خلا قوله تعالى في الأنبياء { لا يحزنهم الفزع الأكبر } ( الأنبياء ، 103 ) فإنه على فتح الياء وضمّ الزاي فيه والباقون كذلك في الكل من حزنه لغة في أحزنه { يريد الله أن لا يجعل لهم حظاً } أي : نصيباً { في الآخرة } أي : الجنة فلذلك خذلهم وهو يدل على تمادي طغيانهم وموتهم على الكفر { ولهم } مع حرمان الثواب { عذاب عظيم } في النار .