{ وَلاَ يَحْزُنكَ الذين يسارعون في الكفر } قال الكلبي : يعني به المنافقين ورؤساء اليهود ، كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم في الكتاب فنزل : { وَلاَ يَحْزُنكَ الذين يسارعون في الكفر } . ويقال : إن أهل الكتاب لما لم يؤمنوا ، شقّ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن الناس ينظرون إليهم ويقولون : إنهم أهل الكتاب ، فلو كان قوله حقاً لاتبعوه . فنزلت هذه الآية . ويقال : نزلت في مشركي قريش ، لأنهم كانوا أقرباءه ، والناس يقولون : لو كان قوله حقاً لاتبعه أقرباؤه ، فشق ذلك عليه فنزلت { وَلاَ يَحْزُنكَ الذين يسارعون في الكفر } أي يبادرون في الكفر ولا يصدقونك { إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ الله شَيْئاً } أي لا ينقصوا من ملك الله شيئاً وسلطانه شيئاً بكفرهم وهذا كما روى أبو ذر الغفاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « قَالَ الله لَو أنَّ أوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَجِنَّكُمْ وَإنْسَكُمْ كَانُوا عَلَى أتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ ، مَا زَادَ ذلك فِي مُلْكِ الله شَيْئاً وَلَوْ كَانَ أوَّلُكُمْ وَآخِرُكُمْ وَجِنُّكُمْ وَإنْسُكُمْ كَانُوا عَلَى أفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ ، مَا نَقَصَ مِنْ مُلْكِ الله جَنَاحَ بَعُوضَةٍ »
ثم قال تعالى : { يُرِيدُ الله أَن ألا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً في الآخرة } أي نصيباً في الجنة { وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ } في الآخرة . قرأ نافع : { ولا يُحْزِنْك } بضم الياء وكسر الزاي ، وكذلك ما كان نحو هذا في جميع القرآن إلا في قوله تعالى : { لاَ يَحْزُنُهُمُ الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يَوْمُكُمُ الذي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } [ الأنبياء : 103 ] وقرأ الباقون بنصب الياء وضم الزاي ، وهما لغتان وتفسيرهما واحد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.