20- وجعلنا في الأرض أسباب المعيشة الطيبة لكم ، ففيها الحجارة التي تبنون منها المساكن ، والحيوان الذي تنتفعون بلحمه أو جلده أو ريشه ، والمعادن التي تخرج من بطنها ، وغير ذلك ، وكما أن فيها أسباب المعيشة الطيبة ، ففيها المعيشة أيضا لمن يكونون في ولايتكم من عيال وأتباع ، فالله - وحده - هو يرزقهم وإياكم .
قوله تعالى : { وجعلنا لكم فيها معايش } ، جمع معيشة ، قيل : أراد بها المطاعم والمشارب والملابس وهي ما يعيش به الآدمي في الدنيا ، { ومن لستم له برازقين } ، أي : جعلنا فيها من لستم له برازقين من الدواب والأنعام ، أي : جعلناها لكم وكفيناكم رزقها و{ من } في الآية بمعنى ما كقوله تعالى : { فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين } [ النور-45 ] . وقيل : { من } في موضعها ، لأنه أراد المماليك مع الدواب . وقيل : { من } في محل الخفض عطفا على الكاف والميم في { لكم } .
و { معايش } جمع معيشة . وقرأها الأعمش بالهمز وكذلك روى خارجة عن نافع . والوجه ترك الهمز لأن أصل ياء معيشة الحركة . فيردها إلى الأصل الجمع ، بخلاف : مدينة ومدائن{[7144]} .
وقوله : { ومن لستم له برازقين } يحتمل أن تكون { من } في موضع نصب وذلك على ثلاثة أوجه .
أحدها : أن يكون عطفاً على { معايش } ، كأن الله تعالى عدد النعم في المعايش ، وهي ما يؤكل ويلبس ، ثم عدد النعم في الحيوان والعبيد والصناع وغير ذلك مما ينتفع به الناس وليس عليهم رزقهم .
والوجه الثاني : أن تكون { من } معطوفة على موضع الضمير في { لكم } وذلك أن التقدير : وأنعشناكم وأنعشنا{[7145]} أمماً غيركم من الحيوان . فكأن الآية - على هذا - فيها اعتبار وعرض آية .
والوجه الثالث : أن تكون { من } منصوبة بفعل مضمر يقتضيه الظاهر ، تقديره : وأنعشنا من لستم له برازقين .
ويحتمل أن تكون { من } في موضع خفض عطفاً على الضمير في { لكم } وهذا قلق في النحو لأن العطف على الضمير المجرور ، وفيه قبح ، فكأنه قال : ولمن لستم له برازقين ، وأنتم تنتفعون به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.