فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَجَعَلۡنَا لَكُمۡ فِيهَا مَعَٰيِشَ وَمَن لَّسۡتُمۡ لَهُۥ بِرَٰزِقِينَ} (20)

{ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا معايش } تعيشون بها من المطاعم والمشارب جمع معيشة . وقيل : هي الملابس . وقيل : هي التصرف في أسباب الرزق مدّة الحياة . قال الماوردي : وهو الظاهر . قلت : بل القول الأوّل أظهر ، ومنه قول جرير :

تكلفني معيشة آل زيد *** ومن لي بالمرقق والضباب

{ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ برازقين } معطوف على معايش ، أي : وجعلنا لكم فيها من لستم له برازقين ، وهم المماليك والخدم والأولاد الذين رازقهم في الحقيقة هو الله ، وإن ظنّ بعض العباد أنه الرازق لهم باعتبار استقلاله بالكسب ، ويجوز أن يكون معطوفاً على محل { لكم } أي : جعلنا لكم فيها معايش ، وجعلنا لمن لستم له برازقين فيها معايش ، وهم من تقدّم ذكره ، ويدخل في ذلك الدواب على اختلاف أجناسها ، ولا يجوز العطف على الضمير المجرور في { لكم } لأنه لا يجوز عند الأكثر إلاّ بإعادة الجارّ . وقيل : أراد الوحش .

/خ25