الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَجَعَلۡنَا لَكُمۡ فِيهَا مَعَٰيِشَ وَمَن لَّسۡتُمۡ لَهُۥ بِرَٰزِقِينَ} (20)

{ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ } جمع معيشة { وَمَن لَّسْتُمْ } يعني ولمن لستم { لَهُ بِرَازِقِينَ } هي الدواب والأنعام .

عن شعبة قال : قرأ علينا منصور : { وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ } قال الوحش .

قال أبو حسن : «من » في محل الخفض عطفاً على الكاف والميم في قوله { لَكُمْ } .

وقد يفعل العرب هذا كقول الشاعر :

هلا سألت بذي الجماجم عنهم *** وأبي نعيم ذي اللوا المخرق

فعطف بالظاهر على المكنى و( من ) في هذه الآية بمعنى : ما ، كقوله

{ فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ } [ النور : 45 ]