إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَجَعَلۡنَا لَكُمۡ فِيهَا مَعَٰيِشَ وَمَن لَّسۡتُمۡ لَهُۥ بِرَٰزِقِينَ} (20)

{ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا معايش } ما تعيشون به من المطاعم والملابسِ وغيرِهما مما يتعلق به البقاءُ ، وهي بياء صريحة ، وقرئ بالهمزة تشبيهاً له بالشمائل { وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ برازقين } عطف على معايش أو على محل لكم ، كأنه قيل : جعلنا لكم معايشَ وجعلنا لكم مَنْ لستم برازقيه من العِيال والمماليك والخدَم والدوابِّ وما أشبهها على طريقة التغليب ، وذِكرُهم بهذا العنوان لرد حسبانُهم أنهم يَكْفون مؤوناتِهم ، ولتحقيق أن الله تعالى هو الذي يرزقهم وإياهم ، أو وجعلنا لكم فيها معايشَ ولمن لستم له برازقين .