الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَجَعَلۡنَا لَكُمۡ فِيهَا مَعَٰيِشَ وَمَن لَّسۡتُمۡ لَهُۥ بِرَٰزِقِينَ} (20)

ثم قال تعالى : { وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين } [ 20 ] .

أي : جعلنا لكم في الأرض معايش وجعلنا لكم من لستم له برازقين يعني الإماء والعبيد{[37821]} . فيكون " من " في موضع نصب عطف على المعايش{[37822]} .

وقيل : { من لستم له برازقين } [ 20 ] يعني : به الدواب والأنعام ، وهو قول مجاهد{[37823]} .

و " من " على هذا القول : لما لا يعقل وهو قبيح بعيد{[37824]} .

وقيل : عني به الوحش{[37825]} . و " من " لما لا يعقل أيضا .

وقيل : " من " في موضع نصب عطف على معنى { وجعلنا لكم فيها معايش } لأن معناه : أنعشناكم " ومن لستم " أي : وأنعشنا من{[37826]} لستم له برازقين{[37827]} .

وقيل : هي في موضع خفض عطف على لكم ، وهو مذهب الكوفيين ، ولا يجيزه البصريون{[37828]} .

وقيل : معنى { ومن لستم له برازقين } يراد به : العبيد والإماء والدواب والوحش ، فلما اجتمع من يعقل ، وما لا يعقل ، غلب من يعقل فأتى بمن{[37829]} . وهذا القول : حسن ، ويكون " من " في موضع نصب حملا على المعنى على ما تقدم .

وقيل : المعنى جعلنا لكم في الأرض معايش بزرعها وثمارها ، وجعلنا لكم فيها من لستم برازقين ، يعني : البهائم التي تؤكل لحمها ويعاش منها ، ويعني : ما ينتفع به من البهائم مما لا يؤكل /لحمها ، كل قد جعله الله لبني آدم في الأرض رفقا بهم ونعما عليهم وفضلا .


[37821]:وهو قول مجاهد انظر: تفسير مجاهد 416، ومعاني الفراء 2/86، والكشاف 2/389، والجامع 10/11.
[37822]:وهو قول الفراء وغيره، انظر: معاني الفراء 2/86، وجامع البيان 14/18، ومعاني الزجاج 3/177، وإعراب النحاس 2/378، والمحرر 10/118.
[37823]:انظر: قوله في تفسير مجاهد 416، وجامع البيان 14/17، ومعاني الزجاج 3/117، والجامع 10/11، والدر 5/70.
[37824]:واستبعد هذا القول الزجاج أيضا، انظر: معاني الزجاج 3/177.
[37825]:وهو قول: منصور بن عبد الرحمن التميمي، انظر: جامع البيان 14/17 ومعاني الزجاج 3/177 والجامع 10/11 والدر 5/70.
[37826]:"ق": ومن.
[37827]:وهو قول الزجاج، انظر: معاني الزجاج 3/177، وإعراب النحاس 2/378 وفيه أنه "حسن غريب" والمشكل 2/6 والبيان 66 والمحرر 10/118 والتبيان 2/779.
[37828]:وممن قاله من الكوفيين: الفراء. انظر: إعراب النحاس 2/379، والمشكل 2/6 والبيان 66 وفيه: "ولا يجوز فيه الجر بالعطف على الكاف والميم من لكم لأنه ضمير المجرور، والضمير 2/389 والمحرر 10/118، والتبيان 2/779، والجامع 10/11.
[37829]:وهو القول الذي اختاره ابن جرير، انظر: جامع البيان 14/18 ومعاني الزجاج 3/177 والجامع 10/11 وتفسير ابن كثير 2/849.