المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا} (56)

56- إن الله يرحم نبيه ويرضى عنه ، والملائكة يدعون له ، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا} (56)

قوله تعالى :{ إن الله وملائكته يصلون على النبي } قال ابن عباس : أراد أن الله يرحم النبي ، والملائكة يدعون له . وعن ابن عباس أيضاً : يصلون يتبركون . وقيل : الصلاة من الله : الرحمة ، ومن الملائكة : الاستغفار . { يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه }أي : ادعوا له بالرحمة ، { وسلموا تسليماً } أي : حيوه بتحية الإسلام . وقال أبو العالية : صلاة الله : ثناؤه عليه عند الملائكة ، وصلاة الملائكة : الدعاء .

أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن العباس الحميدي ، أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه ببغداد ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن زهير بن حرب ، أنبأنا موسى بن إسماعيل ، أنبأنا أبو سلمة ، أنبأنا عبد الواحد بن زياد ، أنبأنا أبو فروة ، حدثني عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى سمع عبد الرحمن بن أبي ليلى ، يقول : لقيني كعب بن عجرة قال : ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقلت : بلى فأهدها لي ، فقال : سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلنا : يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت ، فإن الله قد علمنا كيف نسلم عليك ؟ قال : قولوا : " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد " .

أخبرنا أبو الحسن السرخسي ، أنبأنا زاهر بن أحمد ، أنبأنا أبو إسحاق الهاشمي ، أنبأنا أبو مصعب ، عن مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عمرو بن سليم الزرقي أنه قال : أخبرني أبو حميد الساعدي قال : " قالوا : يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا " اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد " .

أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الرحمن النسوي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أنبأنا محمد بن يعقوب ، أنبأنا العباس بن محمد الدروقي ، أنبأنا خالد بن مخلد القطواني ، أنبأنا موسى بن يعقوب الزمعي ، عن عبد الله بن كيسان ، أخبرني عبد الله بن شداد ، عن ابن مسعود قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاةً " .

أخبرنا أبو عبد الله بن الفضل الخرقي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله الطيسفوني ، أنبأنا عبد الله بن عمر الجوهري ، أنبأنا أحمد بن علي الكشميهني ، أنبأنا علي بن حجر ، أنبأنا إسماعيل بن جعفر ، أنبأنا العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من صلى علي واحدةً صلى الله عليه عشراً " .

أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي توبة ، أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن يعقوب الكسائي ، أنبأنا عبد الله بن محمود ، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ، أنبأنا عبد الله بن المبارك ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن سليمان مولى الحسن بن علي ، عن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنه جاء ذات يوم والبشر في وجهه ، فقال : إنه جاءني جبريل فقال : " إن ربك يقول أما يرضيك يا محمد أن لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشراً ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشراً " .

أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح القاضي ، أنبأنا أبو القاسم البغوي ، أنبأنا علي بالجعد ، أنبأنا شعبة ، عن عاصم هو ابن عبيد قال : سمعت عبد الله بن ربيعة عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من صلى علي صلاةً صلت عليه الملائكة ما صلى علي فليقل العبد من ذلك أو ليكثر " .

حدثنا أبو القاسم يحيى بن علي الكشميهني ، أنبأنا جناح بن يزيد المحاربي بالكوفة ، أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشبستاني ، أنبأنا أحمد بن حازم ، أنبأنا عبيد الله بن موسى ، وأبو نعيم ، عن سفيان ، عن عبيد الله بن السائب ، عن زاذان ، عن عبد الله بن مسعود قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لله ملائكةً سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام " .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا} (56)

{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

وهذا فيه تنبيه على كمال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ورفعة درجته ، وعلو منزلته عند اللّه وعند خلقه ، ورفع ذكره . و { إِنَّ اللَّهَ } تعالى { وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ } عليه ، أي : يثني اللّه عليه بين الملائكة ، وفي الملأ الأعلى ، لمحبته تعالى له ، وتثني عليه الملائكة المقربون ، ويدعون له ويتضرعون .

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } اقتداء باللّه وملائكته ، وجزاء له على بعض حقوقه عليكم ، وتكميلاً لإيمانكم ، وتعظيمًا له صلى اللّه عليه وسلم ، ومحبة وإكرامًا ، وزيادة في حسناتكم ، وتكفيرًا من سيئاتكم وأفضل هيئات الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام ، ما علم به أصحابه : " اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد " وهذا الأمر بالصلاة والسلام عليه مشروع في جميع الأوقات ، وأوجبه كثير من العلماء في الصلاة

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا} (56)

ثم أثنى الله - تعالى - على نبيه ثناء كبيرا وأمر المؤمنين بأن يعظموه ويوقروه فقال : { إِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النبي ياأيها الذين آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } .

قال القرطبى ما ملخصه : هذه الآية شرف الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم فى حياته وموته ، وذكر منزلته منه .

. والصلاة من الله رحمته ورضوانه ، ومن الملائكة الدعاء والاستغفار ، ومن الأمة الدعاء والتعظيم لأمره . .

والضمير فى { يُصَلُّونَ } لله - تعالى - ولملائكته . وهذا قول من الله شرف به ملائكته . .

أو فى الكلام حذف . والتقدير : إن الله يصلى وملائكته يصلون .

وقال ابن كثير : والمقصود من هذه الآية الكريمة ، أن الله - تعالى - أخبر عباده بمنزلة بعده ونبيه عنده فى الملأ الأعلى : بأنه يثنى عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلى عليه ، ثم أمر الله أهل العالم السفلى بالصلاة والتسليم عليه . ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوى والسفلى جميعا .

والمعنى : إن الله - تعالى - يثنى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ويرضى عنه ، وإن الملائكة تثنى عليه صلى الله عليه وسلم وتدعو له بالظفر بأعلى الدرجات وأسماها .

{ ياأيها الذين آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ } أى : عظموه ووقروه وادعوا له بأرفع الدرجات { وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } أى : وقولوا : السلام عليك أيها النبى . والسلام : مصدر بمعنى السلام .

أى : السلام من النقائص والآفات ملازمة لك .

والتعبير بالجملة الاسمية فى صدر الآية ، للإِشعار بوجوب المداومة والاستمرار على ذلك . وخص المؤمنين بالتسليم ، لأن الآية وردت بعد النهى عن إيذاء النبى صلى الله عليه وسلم ، والإِيذاء له صلى الله عليه وسلم إنما يكون من البشر .

وقد ساق المفسرون - وعلى رأسهم ابن كثير والقرطبى والآلوسى - أحاديث متعددة فى فضل الإِكثار من الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم ، وفى كيفية الصلاة عليه . .

ومنها ما رواه الإِمام أحمد وابن ماجة عن عامر بن ربيعة قال : سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول : " من صلى على صلاة لم تزل الملائكة تصلى عليه ما صلى على ، فليُقِلَّ عبد من ذلك أو ليكثر " .

ومنها ما رواه الشيخان وغيرهما عن كعب بن عُجْزَة قال : لما نزلت هذه الاية قلنا : يا رسول الله ، قد علمنا السلام ، فكيف الصلاة عليك ، قال : قالوا : اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد . اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .

والآية الكريمة تدل على وجوب الصلاة والسلام على النبى صلى الله عليه وسلم والمؤمنون الصادقون هم الذين يكثرون من ذلك . قال صاحب الكشاف ما ملخصه : فإن قلت : الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبة أم مندوب إليها ؟ قلت : بل واجبة ، وقد اختلفوا فى حال وجوبها ، فمنهم من أوجبها كلما جرى ذكره صلى الله عليه وسلم ومنهم من قال تجب فى كل مجلس مرة ، وإن تكرر ذكره .

ومنهم من أوجبها فى العمرة مرة . . والذى يقتضيه الاحتياط : الصلاة عليه عند كل ذكر . . . لما ورد من الأخبار فى ذلك .

ومنها : " رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل على " .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا} (56)

قال البخاري : قال أبو العالية : صلاة الله : ثناؤه عليه عند الملائكة ، وصلاة الملائكة : الدعاء . وقال ابن عباس : يصلون : يبرِّكون . هكذا علقه البخاري عنهما{[23799]} .

وقد رواه أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية كذلك . وروي مثله عن الربيع أيضا . وروى علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس كما قاله سواء ، رواهما ابن أبي حاتم .

وقال أبو عيسى الترمذي : وروي عن سفيان الثوري وغير واحد من أهل العلم قالوا : صلاة الرب : الرحمة ، وصلاة الملائكة : الاستغفار .

ثم قال ابن أبي حاتم : حدثنا عمرو الأوْديّ ، حدثنا وَكِيع ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، قال الأعمش عن عطاء{[23800]} بن أبي رباح { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ } قال : صلاته تبارك وتعالى : سُبّوح قدوس ، سبقت رحمتي غضبي .

والمقصود من هذه الآية : أن الله سبحانه أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى ، بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين ، وأن الملائكة تصلي عليه . ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعا .

وقد قال{[23801]} ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن أشعث بن إسحاق ، عن جعفر - يعني : ابن المغيرة - عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : أن بني إسرائيل قالوا لموسى عليه السلام : هل يصلي ربك ؟ فناداه ربه : يا موسى ، سألوك : " هل يصلي ربك ؟ " فقل : نعم ، إنما أصلي أنا وملائكتي على أنبيائي ورسلي . فأنزل الله عز وجل ، على نبيه صلى الله عليه وسلم : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } .

وقد أخبر أنه سبحانه وتعالى{[23802]} ، يصلي على عباده المؤمنين في قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا . هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } [ الأحزاب : 41 - 43 ] . وقال تعالى : { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{[23803]} . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } [ البقرة : 155 - 157 ] . وفي الحديث : " إن الله وملائكته يصلون على ميامِن الصفوف " . وفي الحديث الآخر : " اللهم ، صل على آل أبي أوفى " . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة جابر - وقد سألته أن يصلي عليها وعلى زوجها - " صلى الله عليك ، وعلى زوجك{[23804]} {[23805]} .

وقد جاءت الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر بالصلاة عليه ، وكيفية الصلاة عليه ، ونحن نذكر منها إن شاء الله تعالى ما تيسر ، والله المستعان .

قال البخاري - عند تفسير هذه الآية{[23806]} - : حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد ، حدثنا أبي ، عن مِسْعَر ، عن الحكم ، عن ابن أبي ليلى ، عن كعب بن عُجْرَة قال : قيل : يا رسول الله ، أما السلام عليك فَقد عرفناه ، فكيف الصلاة ؟ فقال : " قولوا : اللهم ، صل على محمد ، وعلى آل محمد ، [ كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد . اللهم ، بارك على محمد وعلى آل محمد ] {[23807]} كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد " {[23808]} .

وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة{[23809]} ، عن الحكم قال : سمعت ابن أبي ليلى قال : لقيني كعب بن عُجْرَةَ فقال : ألا أهدي لك هدية ؟ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : يا رسول الله ، قد علمنا - أو : عرفنا - كيف السلام{[23810]} ، عليك ، فكيف الصلاة ؟ قال : " قولوا : اللهم ، صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على [ آل ]{[23811]} إبراهيم إنك حميد مجيد . اللهم ، بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد " .

وهذا الحديث قد أخرجه الجماعة في كتبهم ، من طرق متعددة ، عن الحكم - وهو ابن عتبة{[23812]} زاد البخاري : وعبد الله بن عيسى ، كلاهما عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، فذكره{[23813]} .

وقال ابن أبي حاتم{[23814]} : حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا هُشَيْم بن بُشَير ، عن يزيد بن أبي زياد ، حدثنا عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عُجْرَة قال : لما نزلت : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } . قال : قلنا : يا رسول الله ، قد علمنا السلام{[23815]} فكيف الصلاة عليك ؟ قال : " قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد . وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم . إنك حميد مجيد " . وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول : وعلينا معهم .

ورواه الترمذي بهذه الزيادة{[23816]} .

ومعنى قولهم : " أما السلام عليك فقد عرفناه " : هو الذي في التشهد الذي كان يعلمهم إياه ، كما كان يعلمهم السورة من القرآن ، وفيه : " السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته " .

حديث آخر : قال{[23817]} البخاري : حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا الليث ، عن ابن{[23818]} الهاد ، عن عبد الله بن خباب ، عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، قال : قلنا : يا رسول الله ، هذا السلام{[23819]} فكيف نصلي عليك : قال : " قولوا : اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ، كما صليت على آل إبراهيم . وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم " . [ وفي رواية ]{[23820]} : قال أبو صالح ، عن الليث : " على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم " .

حدثنا إبراهيم بن حمزة ، حدثنا ابن أبى حازم والدّرَاوَرْدي ، عن يزيد - يعني : ابن الهاد - قال : " كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وآل محمد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم " .

وأخرجه النسائي وابن ماجة ، من حديث ابن الهاد ، به{[23821]} .

حديث آخر : قال{[23822]} الإمام أحمد : قرأت على عبد الرحمن : مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن أبيه ، عن عمرو بن سُلَيم أنه قال : أخبرني أبو حميد الساعدي أنهم قالوا : يا رسول الله ، كيف نصلي عليك ؟ قال : " قولوا : اللهم " صل على محمد وأزواجه وذريته ، كما صليت على [ آل ]{[23823]} إبراهيم ، وبارك على محمد وأزواجه وذريته ، كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد " .

وقد أخرجه بقية الجماعة ، سوى الترمذي ، من حديث مالك ، به{[23824]} .

حديث آخر : قال مسلم : حدثنا يحيى التميمي قال : قرأت على مالك ، عن نُعَيم بن عبد الله المُجمَّر ، أخبرني محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري - قال : وعبد الله بن زيد هو الذي كان أُرِيَ النداء بالصلاة - أخبره عن أبي مسعود الأنصاري - قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحن في مجلس سعد بن عُبَادة ، فقال له بَشير بن سعد : أمرنا الله أن نصلي عليك [ يا رسول الله ] ، {[23825]} فكيف نصلي عليك ؟ قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قولوا : اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين ، إنك حميد مجيد ، والسلام كما قد عَلِمْتُمْ " .

وقد رواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي من حديث مالك ، به{[23826]} . وقال الترمذي : حسن صحيح .

وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن خُزَيمة ، وابن حبّان ، والحاكم في مستدركه ، من حديث محمد بن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه ، عن أبي مسعود البدري أنهم قالوا : يا رسول الله ، أما السلام فقد عرفناه ، فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا ؟ فقال : " قولوا : اللهم ، صَل على محمد وعلى آل محمد . . . " وذكره{[23827]} .

ورواه الشافعي ، رحمه الله ، في مسنده ، عن أبي هريرة ، بمثله{[23828]} . ومن هاهنا ذهب الشافعي ، رحمه الله ، إلى أنه يجب على المصلي أن يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير ، فإن تركه لم تصح صلاته . وقد شَرَع بعض المتأخرين من المالكية وغيرهم يُشنع على الإمام الشافعي في اشتراطه ذلك في الصلاة ، ويزعم أنه قد تفرد بذلك ، وحكى الإجماع على خلافه أبو جعفر الطبري والطحاوي والخطابي وغيرهم ، فيما نقله القاضي عياض . وقد تَعَسّف القائل{[23829]} في رده على الشافعي ، وتكلف في دعواه الإجماع في ذلك ، [ وقال ما لم يحط به علما ]{[23830]} ، فإنه قد روينا وجوب ذلك والأمر بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة كما هو ظاهر الآية ، ومفسر{[23831]} بهذا الحديث عن جماعة من الصحابة ، منهم : ابن مسعود ، وأبو مسعود البدري ، وجابر بن عبد الله ، ومن التابعين : الشعبي ، وأبو جعفر الباقر ، ومقاتل بن حيان . وإليه ذهب الشافعي ، لا خلاف عنه في ذلك ولا بين{[23832]} أصحابه أيضا ، وإليه ذهب [ الإمام ]{[23833]} أحمد أخيرا فيما حكاه عنه أبو زُرْعَة الدمشقي ، به . وبه قال إسحاق بن راهويه ، والفقيه الإمام محمد بن إبراهيم المعروف بابن الموّاز المالكي ، رحمهم الله ، حتى إن بعض أئمة الحنابلة أوجب أن يقال في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كما علمهم أن يقولوا لما سألوه ، وحتى إن بعض أصحابنا أوجب الصلاة على الآل ممن{[23834]} حكاه البَنْدَنيجِيّ ، وسُلَيم الرازي ، وصاحبه نصر بن إبراهيم المقدسي ، ونقله إمام الحرمين وصاحبه الغزالي قولا عن الشافعي . والصحيح أنه وجه ، على أن الجمهور على خلافه ، وحكوا الإجماع على خلافه ، وللقول بوجوبه ظواهر الحديث ، والله أعلم .

والغَرَض أن الشافعي ، رحمه الله ، لقوله{[23835]} بوجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة - سَلَفٌ وَخَلَفٌ{[23836]} كما تقدم ، لله الحمد والمنة ، فلا إجماع على خلافه في هذه المسألة لا قديما ولا حديثا ، والله أعلم .

ومما يؤيد ذلك : الحديث الآخر الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي - وصححه - والنسائي وابن خزيمة ، وابن حبان في صحيحيهما ، من رواية حَيْوة بن شُرَيْح المصري ، عن أبي هانئ حميد بن هانئ ، عن عمرو بن مالك أبي علي الجَنْبي{[23837]} ، عن فضالة بن عبيد ، رضي الله عنه ، قال : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته ، لم يمجد الله ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عَجل هذا " . ثم دعاه فقال له ولغيره : " إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله ، عز وجل ، والثناء عليه ، ثم ليصل على النبي ثم ليدعُ [ بعد ]{[23838]} بما شاء " {[23839]} .

وكذا الحديث الذي رواه ابن ماجه ، من رواية عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي ، عن أبيه ، عن جده ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا صلاة لمن لا وضوء له ، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ، ولا صلاة لمن لم يصل على النبي ، ولا صلاة لمن لم يحب الأنصار{[23840]} .

ولكن عبد المهيمن هذا متروك . وقد رواه الطبراني من رواية أخيه " أبي بن عباس " ، ولكن في ذلك نظر{[23841]} . وإنما يعرف من رواية " عبد المهيمن " ، والله أعلم .

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا إسماعيل ، عن أبي داود الأعمى ، عن بُرَيدة قال : قلنا : يا رسول الله ، قد علمنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : " قولوا : اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد ، كما جعلتها على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد " .

أبو داود الأعمى اسمه : نفيع بن الحارث ، متروك{[23842]} .

حديث آخر موقوف : رويناه من طريق سعيد بن منصور وزيد بن الحباب ويزيد بن هارون ، ثلاثتهم عن نوح بن قيس : حدثنا سلامة الكندي : أن عليا ، رضي الله عنه ، كان يعلم الناس هذا الدعاء : اللهم داحي المدْحُوَّات ، وبارئ المسموكات ، وَجَبَّار القلوب على فطْرَتها شقيها وسعيدها . اجعل شرائف صلواتك ، ونوامي بركاتك ، ورأفة تحننك ، على محمد عبدك ورسولك ، الخاتم لما سبق ، والفاتح لما أغلق ، والمعلن الحق بالحق ، والدامغ جيشات الأباطيل ، كما حُمِّل فاضطلع بأمرك لطاعتك ، مستوفزا في مرضاتك ، غير نَكل في قَدَم ، ولا وهن في عزم ، واعيا لوحيك ، حافظا لعهدك ، ماضيا على نفاذ أمرك ، حتى أورى قبسا لقابس ، آلاء الله تصل بأهله أسبابه ، به هديت القلوب بعد خوضات الفتن والإثم ، [ وأقام ]{[23843]} مُوضحات الأعلام ، ومُنِيرات الإسلام ونائرات الأحكام ، فهو أمينك المأمون ، وخازن علمك المخزون ، وشهيدك يوم الدين ، وبَعيثُك نعمة ، ورسولك بالحق رحمة . اللهم افسح له مُفسحَات في عدلك ، واجزه مضاعفات الخير من فضلك . مهنَّآت له غير مكدرات ، من فوز ثوابك المعلول ، وجزيل عطائك المجمول . اللهم ، أعل على بناء البانين بنيانه{[23844]} وأكرم مثواه لديك ونزله . وأتمم{[23845]} له نوره ، واجزه من ابتعاثك له مقبول الشهادة ، مرضي المقالة ، ذا منطق عدل ، وخُطَّة فصل ، وحجة وبرهان عظيم{[23846]} .

هذا مشهور من كلام علي ، رضي الله عنه ، وقد تكلم عليه ابن قتيبة في مشكل الحديث ، وكذا أبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي في جزء جمعه في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا أن في إسناده نظرا .

قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي : سلامة{[23847]} الكندي هذا ليس بمعروف ، ولم يدرك عليا{[23848]} . كذا قال . وقد روى الحافظ أبو القاسم الطبراني هذا الأثر عن محمد بن علي الصائغ ، عن سعيد بن منصور ، حدثنا نوح بن قيس ، عن سلامة الكندي قال : كان علي ، رضي الله عنه ، يعلمنا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : " اللهم ، داحي المَدْحُوّات " وذكره{[23849]} .

حديث آخر موقوف : قال ابن ماجه : [ حدثنا الحُسَين بن بَيَان ]{[23850]} ، حدثنا زياد بن عبد الله ، حدثنا المسعودي ، عن عون بن عبد الله ، عن أبي فَاخِتة ، عن الأسود بن يزيد{[23851]} ، عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : إذا صليتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنوا الصلاة عليه ؛ فإنكم لا تدرون لعل ذلك يُعْرَض عليه . قال : فقالوا له : فَعَلّمنا . قال : قولوا : اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وخاتم النبيين ، محمد عبدك ورسولك ، إمام الخير وقائد الخير ، ورسول الرحمة . اللهم ابعثه مقاما محمودا يَغْبِطُه به الأولون والآخرون ، اللهم صل على محمد [ وعلى آل محمد ] {[23852]} ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . {[23853]}

وهذا موقوف ، وقد روى إسماعيل القاضي عن عبد الله بن عمرو - أو : عمر - على الشك من الراوي قريبا من هذا{[23854]} .

حديث آخر : قال{[23855]} قال ابن جرير : حدثنا أبو كُرَيْب ، حدثنا مالك بن إسماعيل ، حدثنا أبو إسرائيل ، عن يونس بن خَبَّاب قال : خطبنا بفارس فقال : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } ، فقال : أنبأني من سمع ابن عباس يقول : هكذا أنزل . فقلنا - أو : قالوا - يا رسول الله ، عَلمنا السلام عليك ، فكيف الصلاة عليك ؟ فقال : " اللهم ، صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وارحم محمدا وآل محمد ، كما رحمت آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، [ وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم ، إنك حميد مجيد ]{[23856]} {[23857]} .

فيستدل بهذا الحديث من ذهب إلى جواز الترحم على النبي صلى الله عليه وسلم ، كما هو قول الجمهور : ويعضده حديث الأعرابي الذي قال : اللهم ، ارحمني ومحمدا ، ولا ترحم معنا أحدا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد حجرت{[23858]} واسعا " .

وحكى القاضي عياض عن جمهور المالكية منعه ، قال : وأجازه أبو محمد بن أبي زيد .

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، أخبرنا شعبة ، عن عاصم بن عبيد الله{[23859]} قال : سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة يحدث عن أبيه قال : سمعت النبي{[23860]} صلى الله عليه وسلم يقول : " مَنْ صلى علي صلاة لم تزل الملائكة تصلي عليه ما صلى علي ، فَلْيُقِلَّ عبد من ذلك أو ليكثر " .

ورواه ابن ماجه ، من حديث شعبة ، به{[23861]} .

حديث آخر : قال{[23862]} الإمام أحمد : حدثنا أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي ، ويونس - هو ابن محمد - قالا حدثنا ليث ، عن يزيد بن الهاد ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن أبي الحويرث ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن عبد الرحمن بن عوف قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته حتى دخل نخلا فسجد فأطال السجود ، حتى خفت - أو : خشيت - أن يكون الله قد توفاه أو قبضه . قال : فجئت أنظر ، فرفع رأسه فقال : " ما لك يا عبد الرحمن ؟ " قال : فذكرت ذلك له فقال : " إن جبريل ، عليه السلام ، قال لي : ألا أبشرك ؟ إن الله ، عز وجل ، يقول : مَنْ صلى عليك صليت عليه ، ومَنْ سَلَّمَ عليك سلمتُ عليه " {[23863]} .

طريق أخرى : قال الإمام أحمد : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، حدثنا سليمان بن بلال ، حدثنا عمرو بن أبي عمرو ، من عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن عبد الرحمن بن عوف قال : خرج{[23864]} رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوجه نحو صدقته ، فدخل فاستقبل القبلة ، فخر ساجدا ، فأطال السجود ، حتى ظننت أن الله قد قبض نفسه فيها ، فدنوت منه ثم جلست ، فرفع رأسه فقال : " مَنْ هذا ؟ " فقلت : عبد الرحمن . قال : " ما شأنك ؟ " قلت : يا رسول الله ، سجدت سجدة خشيت أن [ يكون ] {[23865]} الله ، عز وجل ، قبض نفسك فيها . فقال : " إن جبريل أتاني فبشرني أن الله ، عز وجل ، يقول لك : من صلى عليك صليت عليه ، ومن سلم عليك سلمت عليه - فسجدتُ لله عز وجل ، شكرا " {[23866]} .

حديث آخر : قال{[23867]} [ الحافظ ]{[23868]} أبو القاسم الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن بَحير بن عبد الله بن معاوية بن بحير بن ريسان ، [ حدثنا عمرو بن الربيع بن طارقة ]{[23869]} ، حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثنا عبد الله{[23870]} بن عمر ، عن الحكم بن عتيبة{[23871]} ، عن إبراهيم النَّخَعي ، عن الأسود بن يزيد ، عن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة فلم يجد أحدا يتبعه ، ففزع عمر ، فأتاه بِمطْهَرة من خلفه ، فوجد النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا في مَشربة{[23872]} ، فتنحّى عنه من خلفه حتى رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه ، فقال : " أحسنت يا عمر حين وجدتني ساجدا فتنحيت عني ، إن جبريل أتاني فقال : من صلى عليك من أمتك واحدة ، صلى الله عليه عشر صلوات{[23873]} ، ورفعه عشر درجات " .

وقد اختار هذا الحديث الحافظ الضياء المقدسي في كتابه " المستخرج{[23874]} على الصحيحين " {[23875]} .

وقد رواه إسماعيل القاضي ، عن القعنبي ، عن سلمة بن وَرْدان ، عن أنس ، عن عمر بنحوه{[23876]} .

ورواه أيضا عن يعقوب بن حميد ، عن أنس بن عياض ، عن سلمة بن وَرْدان ، عن مالك بن أوس بن الحدثان ، عن عمر بن الخطاب ، بنحوه{[23877]} .

حديث آخر : قال{[23878]} أبو عيسى الترمذي : حدثنا بُنْدَار ، حدثنا محمد بن خالد بن عَثْمَةَ ، حدثني موسى بن يعقوب الزَّمْعِيّ ، حدثني عبد الله بن كَيْسَان ؛ أن عبد الله بن شداد أخبره ، عن عبد الله بن مسعود ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة " .

تفرد بروايته الترمذي ، رحمه الله ، ثم قال : هذا حديث حسن غريب{[23879]} .

حديث آخر : قال إسماعيل القاضي : حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، عن يعقوب بن زيد بن طلحة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتاني آت من ربي فقال لي : ما من عبد يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عليه بها عشرًا " . فقام رجل{[23880]} فقال : يا رسول الله ، ألا أجعل نصف دعائي لك ؟ قال : " إن شئت " . قال : ألا أجعل ثلثي دعائي لك ؟ قال : " إن شئت " . قال : ألا أجعل دعائي لك كله ؟ قال : " إذن يكفيك الله هم الدينا وهم الآخرة " . فقال شيخ - كان بمكة ، يقال له : مَنِيع{[23881]} - لسفيان : عمن أسنده ؟ قال : لا أدري{[23882]} .

حديث آخر : قال إسماعيل القاضي : حدثنا سعيد بن سَلام العطار ، حدثنا سفيان - يعني : الثوري - عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن الطفيل بن أبي بن كعب ، عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في جوف الليل فيقول : " جاءت الراجفة ، تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه " . قال أبي : يا رسول الله ، إني أصلي من الليل ، أفأجعل لك ثلث صلاتي ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الشطر " . قال : أفأجعل لك شطر صلاتي ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الثلثان " . قال أفأجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : " إذن يغفر الله ذنبك كله " {[23883]} .

وقد رواه{[23884]} الترمذي بنحوه فقال : حدثنا هَنّاد ، حدثنا قَبِيصة ، حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل ، عن الطفيل بن أبي بن كعب ، عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال : " يا أيها الناس ، اذكروا الله ، اذكروا الله ، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه ، جاء الموت بما فيه " . قال أبي : قلت : يا رسول الله ، إني أكثر الصلاة عليك ، فكم أجعل لك من صلاتي ؟ قال : " ما شئت " . قلت : الربع ؟ قال : " ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك " . قلت : فالنصف ؟ قال : " ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك " . قلت : فالثلثين ؟ قال : " ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك " . قلت : أجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : " إذن تكفى همّك ، ويغفر لك ذنبك " .

ثم قال : هذا حديث حسن{[23885]} .

وقال الإمام أحمد : حدثنا وَكِيع ، حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل ، عن الطفيل بن أبي ، عن أبيه قال : قال رجل : يا رسول الله ، أرأيت إن جعلتُ صلاتي كلها عليك ؟ قال : " إذن يكفيك الله ما أهَمَّك من دنياك وآخرتك " {[23886]} .

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا أبو كامل ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن سليمان مولى الحسن بن علي ، عن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أبيه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم ، والسرور يرى في وجهه ، فقالوا : يا رسول الله ، إنا لنرى السرور في وجهك . فقال : " إنه أتاني الملك فقال : يا محمد ، أما يرضيك أن ربك ، عز وجل ، يقول : إنه لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صلَّيت عليه عشرًا ، ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرا ؟ قال : بلى " .

ورواه النسائي من حديث حماد بن سلمة ، به{[23887]} . وقد رواه إسماعيل القاضي ، عن إسماعيل ابن أبي أويس ، عن أخيه ، عن سليمان بن بلال ، عن عبيد الله بن عمر ، عن ثابت ، عن أبي طلحة ، بنحوه{[23888]} ، {[23889]} .

طريق أخرى : قال [ الإمام ]{[23890]} أحمد : حدثنا سُرَيْج{[23891]} ، حدثنا أبو مَعْشَر ، عن إسحاق بن كعب بن عُجْرَة ، عن أبي طلحة الأنصاري قال : أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما طيب النفس ، يُرى في وجهه البشر ، قالوا : يا رسول الله ، أصبحت اليوم طيب النفس ، يُرى في وجهك البشر ؟ قال : " أجل ، أتاني آتٍ من ربي ، عز وجل ، فقال : مَنْ صلى عليك من أمتك صلاة ، كتب الله له بها عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات ، ورد عليه مثلها " {[23892]} .

وهذا أيضا إسناد جيد ، ولم يخرجوه .

حديث آخر : روى{[23893]} مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، من حديث إسماعيل بن جعفر ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ؛ عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى عَلَيّ واحدة ، صلى الله عليه بها عشرا " .

قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف ، وعامر بن ربيعة ، وعمار ، وأبي طلحة ، وأنس ، وأبي بن كعب{[23894]} .

وقال الإمام أحمد : حدثنا حسين بن محمد ، حدثنا شريك ، عن ليث ، عن كعب ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " صلوا علي ؛ فإنها زكاة لكم . وسلوا الله لي الوسيلة ؛ فإنها درجة في أعلى الجنة ، لا ينالها إلا رجل ، وأرجو أن أكون أنا هو " . تفرد به أحمد{[23895]} ، وقد رواه البزار من طريق مجاهد ، عن أبى هريرة ، بنحوه فقال : حدثنا محمد بن إسحاق البَكَّالي ، حدثنا عثمان بن سعيد ، حدثنا داود بن عُلَيَّة ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صلوا علي ؛ فإنها زكاة لكم ، وسلوا الله لي الدرجة الوسيلة من الجنة " فسألناه - أو : أخبرنا - فقال : " هي درجة في أعلى الجنة ، وهي لرجل ، وأنا أرجو أن أكون ذلك الرجل " .

في إسناده بعض من تُكُلِّم فيه{[23896]} .

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن إسحاق ، حدثنا ابن لَهِيعة ، [ عن عبد الله بن هبيرة ]{[23897]} ، عن عبد الرحمن بن مريج الخولاني ، سمعت أبا قيس - مولى عمرو بن العاص - سمعت عبد الله بن عمرو يقول : مَنْ صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة ، صلى الله عليه وملائكته بها سبعين صلاة ، فَلْيُقِلَّ عبد من ذلك أو ليكثر . وسمعت عبد الله بن عمرو يقول : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما كالمودع فقال : " أنا محمد النبي الأمي - قاله ثلاث مرات - ولا نبي بعدي ، أوتيت فواتح الكلام{[23898]} وخواتمه وجوامعه ، وعَلمتُ كم خزنة النار وحملة العرش ، وتجوز بي ، عُوفيت وعوفيت أمتي ، فاسمعوا وأطيعوا ما دمت فيكم ، فإذا ذُهِب بي فعليكم بكتاب الله ، أحلوا حلاله ، وحرموا حرامه " {[23899]} .

حديث آخر : قال أبو داود الطيالسي : حدثنا أبو سَلَمة الخراساني ، حدثنا أبو إسحاق ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ذُكرت عنده فَلْيصلّ علي ، ومَنْ صَلَّى علي مرة واحدة صلى الله عليه عشرا " .

ورواه النسائي في " اليوم والليلة " ، من حديث أبي داود الطيالسي ، عن أبي سلمة - وهو المغيرة بن مسلم الخراساني - عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبِيعي ، عن أنس ، به{[23900]} .

وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن فضيل ، حدثنا يونس بن عمرو - يعني : يونس بن أبي إسحاق - عن بُرَيد{[23901]} بن أبي مريم ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَنْ صلى علي صلاة واحدة ، صلى الله عليه عشر صلوات ، وحطَّ عنه عشر خطيئات " {[23902]} .

حديث آخر : قال {[23903]} الإمام أحمد : حدثنا عبد الملك بن عمرو وأبو سعيد [ قالا ]{[23904]} : حدثنا سليمان بن بلال ، عن عمارة بن غَزِيَّة{[23905]} ، عن عبد الله بن الحسين ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " البخيل من ذُكرت عنده ، ثم لم يصل علي " . وقال أبو سعيد : " فلم يصل علي " .

ورواه الترمذي من حديث سليمان بن بلال ، ثم قال : هذا حديث حسن غريب صحيح {[23906]} .

ومن الرواة مَنْ جعله من مسند " الحسين بن علي " ، ومنهم مَنْ جعله من مسند " علي " نفسه .

حديث آخر : قال إسماعيل القاضي : حدثنا حجاج بن مِنْهال ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن معبد بن هلال العَنزي ، حدثنا رجل من أهل دمشق ، عن عوف بن مالك ، عن أبي ذر ، رضي الله عنه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أبخل الناس من ذُكرت عنده فلم يصل علي " {[23907]} .

حديث آخر مرسل : قال إسماعيل : وحدثنا سليمان بن حَرب ، حدثنا جرير بن حازم ، سمعت الحسن يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بحسب امرئ من البخل أن أذْكر عنده فلا يُصَلِّي علي " {[23908]} ، صلوات الله عليه .

حديث آخر : قال{[23909]} الترمذي : حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، حدثنا رِبْعي بن إبراهيم ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُرِي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رغم أَنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي . [ ورغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ، ثم انسلخ قبل أن يغفر له ]{[23910]} ، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة " . ثم قال : حسن غريب{[23911]} .

قلت : وقد رواه البخاري في الأدب ، عن محمد بن عبيد الله ، حدثنا ابن أبي حازم ، عن كثير بن زيد ، عن الوليد بن رباح ، عن أبي هريرة مرفوعا ، بنحوه{[23912]} . ورويناه من حديث محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبى هريرة ، به . قال الترمذي : وفي الباب عن جابر وأنس .

قلت : وابن عباس ، وكعب بن عُجْرَة ، وقد ذكرت طرق هذا الحديث في أول كتاب الصيام وعند قوله تعالى : { إمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا } [ الإسراء : 23 ] .

وهذا الحديث والذي قبله دليل على وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كلما ذكر ، وهو مذهب طائفة من العلماء [ منهم الطحاوي والحليمي ]{[23913]} ، ويتقوى بالحديث الآخر الذي{[23914]} رواه ابن ماجه :

حدثنا جبُارة بن المغَلِّس ، حدثنا حماد بن زيد ، حدثنا عمرو بن دينار ، عن جابر بن زيد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من نسي الصلاة عَلَيَّ خَطئ طريق الجنة " {[23915]} .

جُبَارة ضعيف . ولكن رواه إسماعيل القاضي من غير وجه ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من نسي الصلاة عليّ خَطئ طريق الجنة " . وهذا مرسل يتقوى بالذي قبله [ والله أعلم ]{[23916]} . {[23917]}

وذهب آخرون إلى أنه تجب الصلاة في المجلس مرة واحدة ، ثم لا تجب في بقية ذلك المجلس ، بل ستحب . نقله الترمذي عن بعضهم ، ويتأيد بالحديث الذي رواه الترمذي :

حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا سفيان ، عن صالح - مولى التَّوْءَمة - عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ، ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم تِرَةٌ ، فإن شاء عذبهم ، وإن شاء غفر لهم " .

تفرد به الترمذي من هذا الوجه . ورواه الإمام أحمد عن حجاج ويزيد بن هارون ، كلاهما عن ابن أبي ذئب ، عن صالح - مولى التوءمة - عن أبي هريرة ، مرفوعا مثله . ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن . {[23918]}

وقد رُوي عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، من غير وجه ، وقد رواه إسماعيل القاضي من حديث شعبة ، عن سليمان ، عن ذَكْوَان ، عن أبي سعيد قال : " ما من قوم يقعدون ثم يقومون ولا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا كان عليهم حسرة ، وإن دخلوا الجنة لما يرون [ من ]{[23919]} الثواب " {[23920]} .

وحكي عن بعضهم أنه إنما تجب الصلاة عليه ، عليه السلام ، في العمر مرة واحدة ، امتثالا لأمر الآية ، ثم هي مستحبة في كل حال ، وهذا هو الذي نصره القاضي عياض بعدما حكى الإجماع على وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في الجملة . قال : وقد حكى الطبراني{[23921]} أن محمل الآية على الندب ، وادعى فيه الإجماع . قال : ولعله فيما زاد على المرة ، والواجب منه مرة كالشهادة له بالنبوة ، وما زاد على ذلك فمندوب مُرَغَّب فيه من سنن الإسلام ، وشعار أهله .

قلت : وهذا قول غريب ، فإنه قد ورد الأمر بالصلاة عليه في أوقات كثيرة ، فمنها واجب ، ومنها مستحب على ما نبينه .

فمنه : بعد النداء للصلاة ؛ للحديث الذي رواه الإمام أحمد :

حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا حيوة ، حدثنا كعب بن علقمة ، أنه سمع عبد الرحمن بن جبير يقول : إنه سمع{[23922]} عبد الله بن عمرو بن العاص يقول : إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا سمعتم مؤذنا فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي ؛ فإنه من صلى عَليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا ، ثم سلوا لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه{[23923]} الشفاعة " .

وأخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، من حديث كعب بن علقمة{[23924]}

طريق أخرى : قال إسماعيل القاضي : حدثنا محمد بن أبي بكر ، حدثنا عمرو بن علي ، عن أبي بكر الجُشَمي ، عن صفوان بن سليم ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سأل الله لي الوسيلة ، حقت عليه شفاعتي يوم القيامة " {[23925]} .

حديث آخر : قال إسماعيل القاضي : حدثنا سليمان{[23926]} بن حرب ، حدثنا سعيد بن زيد ، عن ليث ، عن كعب - هو كعب الأحبار - عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صلوا عَليَّ ، فإن صلاتكم عليّ زكاة لكم ، وسلوا الله لي الوسيلة " . قال : فإما حَدّثنا وإما سَألناه ، فقال : " الوسيلة أعلى درجة في الجنة ، لا ينالها إلا رجل ، وأرجو أن أكون ذلك{[23927]} الرجل " .

ثم رواه عن محمد بن أبي بكر ، عن معتمر ، عن ليث - وهو ابن أبي سليم - به{[23928]} . وكذا الحديث الآخر :

قال الإمام أحمد : حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا ابن لَهِيعة ، حدثنا بكر بن سوادة ، عن زياد بن نعيم ، عن وَفاء{[23929]} الحضرمي ، عن رُوَيْفع بن ثابت الأنصاري ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من صلى على محمد وقال : اللهم ، أنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة ، وجبت له شفاعتي " .

وهذا إسناد لا بأس به ، ولم يخرجوه{[23930]} .

أثر آخر{[23931]} قال إسماعيل القاضي : حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، حدثني مَعْمَر ، عن ابن{[23932]} طاوس ، عن أبيه ، سمعت ابن عباس يقول : اللهم تقبل شفاعة محمد الكبرى ، وارفع درجته العليا ، وأعطه سُؤْلَه في الآخرة والأولى ، كما آتيت إبراهيم وموسى ، عليهما السلام . إسناد جَيّد قوي صحيح{[23933]} .

ومن ذلك : عند دخول المسجد والخروج منه : للحديث الذي رواه الإمام أحمد{[23934]} :

حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدثنا ليث بن أبي سليم ، عن عبد الله بن الحسن{[23935]} ، عن أمه فاطمة بنت الحسين ، عن جدته [ فاطمة ]{[23936]} بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم وقال : " اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب رحمتك " . وإذا خرج صلى على محمد وسلم ، ثم قال : " اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب فضلك " {[23937]} .

وقال إسماعيل القاضي : حدثنا يحيى بن عبد الحميد ، حدثنا سفيان{[23938]} بن عمر التميمي ، عن سليمان الضَّبِّيّ ، عن علي بن الحسين قال : قال علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه{[23939]} : إذا مررتم بالمساجد فصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم{[23940]} . وأما الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، فقد قدمنا الكلام عليها في التشهد الأخير ، ومَنْ ذهب إلى ذلك من العلماء مع{[23941]} الشافعي ، رحمه الله{[23942]} . وأما التشهد الأول فلا تجب فيه قولا واحدا ، وهل تستحب ؟ على قولين للشافعي .

ومن ذلك{[23943]} الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في صلاة الجنازة : فإن السنة أن يقرأ في التكبيرة الأولى فاتحة الكتاب ، وفي الثانية أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي الثالثة يدعو للميت ، وفي الرابعة يقول : اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده .

قال الشافعي ، رحمه الله : حدثنا مُطَرَّف بن مازن ، عن مَعْمَر ، عن الزهري : أخبرني أبو أمامة بن{[23944]} سهل بن حُنَيف أنه أخبره رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : أن السنة في الصلاة على الجنازة أن يكبر الإمام ، ثم يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى سرا في نفسه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويخلص الدعاء للجنازة ، وفي التكبيرات لا يقرأ في شيء منها ، ثم يسلم سرا في نفسه{[23945]}

ورواه النسائي ، عن أبي أمامة نفسه أنه قال : من السنة ، فذكره{[23946]} .

وهذا من الصحابي في حكم المرفوع على الصحيح .

ورواه إسماعيل القاضي ، عن محمد بن المثنى ، عن عبد الأعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أبي أمامة بن سهل ، عن سعيد بن المسيب أنه قال : السنة في الصلاة على الجنازة . . . فذكره {[23947]} .

وهكذا رُوي عن أبي هريرة ، وابن عمر ، والشعبي .

ومن ذلك{[23948]} : في صلاة العيد : قال إسماعيل القاضي{[23949]} : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا هشام الدَّسْتَوَائي ، حدثنا حَمَّاد بن أبي سليمان ، عن إبراهيم ، عن{[23950]} علقمة : أن ابن مسعود وأبا موسى وحذيفة خرج عليهم الوليد بن عقبة يوما قبل العيد{[23951]} ، فقال لهم : إن هذا العيد قد دنا ، فكيف التكبير فيه ؟ قال عبد الله : تبدأ فتكبر تكبيرة تفتتح بها الصلاة ، وتحمد ربك وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم تدعو ، وتكبر وتفعل مثل ذلك ، ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ، ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ، ثم تقرأ ، ثم تكبر وتركع ، ثم تقوم فتقرأ وتحمد ربك وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم تدعو وتكبر ، وتفعل مثل ذلك ، ثم تركع . فقال حذيفة وأبو موسى : صدق أبو عبد الرحمن . إسناد{[23952]} صحيح{[23953]}

ومن ذلك : أنه يُستَحَبّ ختم الدعاء بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم قال الترمذي :

حدثنا أبو داود ، أخبرنا النضر بن شميل {[23954]} ، عن أبي قُرّة الأسدي ، عن سعيد بن المسيَّب ، عن عمر بن الخطاب{[23955]} قال : الدعاء موقوف بين السماء والأرض ، لا يصعد حتى تصلي على نبيك{[23956]} .

وهكذا رواه أيوب بن موسى ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمر بن الخطاب ، قوله . ورواه معاذ بن الحارث ، عن أبي قرة ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمر مرفوعا{[23957]} . وكذا رواه رَزِين بن معاوية{[23958]} في كتابه مرفوعا ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الدعاء موقوف بين السماء والأرض ، لا يصعد حتى يصلى علي ، فلا تجعلوني كَغُمَر الراكب ، صلوا علي أول الدعاء وأوسطه وآخره " {[23959]} .

وهذه الزيادة إنما تروى من رواية جابر بن عبد الله في مسند الإمام عبد بن حُميد الكَشي [ حيث ] {[23960]} قال : حدثنا جعفر بن عون ، أخبرنا موسى بن عُبَيدة ، عن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ، عن أبيه قال : قال جابر : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تجعلوني كقدح الراكب ، إذا علق تعاليقه أخذ قدحه فملأه من الماء ، فإن كان له حاجة في الوضوء توضأ ، وإن كان له حاجة في الشرب شرب وإلا أهراق ما فيه ، اجعلوني في أول الدعاء ، وفي ، وسط الدعاء ، وفي آخر الدعاء " . فهذا حديث غريب ، وموسى بن عبيدة ضعيف الحديث{[23961]} .

ومن [ آكد ]{[23962]} ذلك : دعاء القنوت : لما رواه الإمام أحمد وأهل السنن ، وابن خزيمة{[23963]} ، وابن حبَّان ، والحاكم ، من حديث أبي الحورَاء{[23964]} ، عن الحسن بن علي ، رضي الله عنهما ، قال : علَّمَني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر : " اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، وإنه لا يَذِلّ من واليت{[23965]} تباركت [ ربنا ]{[23966]} وتعاليت " {[23967]} .

وزاد النسائي في سننه بعد هذا : وصلى الله على النبي محمد .

ومن ذلك : أنه يستحب الإكثار من الصلاة عليه [ في ]{[23968]} يوم الجمعة وليلة الجمعة : قال الإمام أحمد : حدثنا حسين بن علي الجعْفِي ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن أبي الأشعث الصنعاني{[23969]} ، عن أوس بن أوس الثقفي ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أفضل أيامكم يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه قبض ، وفيه النفخة ، وفيه الصعقة ، فأكثروا علي من الصلاة فيه ، فإن صلاتكم معروضة علي " . قالوا : يا رسول الله ، وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمتْ ؟ - يعني : وقد بليت - قال : " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " .

ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه ، من حديث حسين بن علي الجعفي{[23970]} . وقد صحح هذا الحديث ابن خزيمة وابن حبان والدارقطني ، والنووي في الأذكار .

حديث آخر : قال أبو عبد الله بن ماجه : حدثنا عمرو بن سَوَّاد المصري{[23971]} ، حدثنا عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد بن أيمن{[23972]} ، عن عُبَادة بن نُسَيّ ، عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكثروا الصلاة عليّ يوم الجمعة ؛ فإنه مشهود تشهده الملائكة . وإن أحدا لا يصلي علي إلا عُرضت عَلَيّ صلاته حتى يفرغ منها " . قال : قلت : وبعد الموت ؟ قال : " [ وبعد الموت ]{[23973]} ، إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " [ فنبي الله حي يرزق ]{[23974]} .

هذا حديث غريب من هذا الوجه ، وفيه انقطاع بين عُبادة بن نَسي وأبي الدرداء ، فإنه لم يدركه {[23975]} ، والله أعلم .

وقد روى البيهقي من حديث أبي أمامة وأبي مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بالإكثار من الصلاة عليه ليلة الجمعة ويوم الجمعة{[23976]} ، ولكن في إسنادهما ضعف ، والله أعلم . وروي مرسلا عن الحسن البصري ، فقال إسماعيل القاضي :

حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا جرير بن حازم ، سمعت الحسن - هو البصري - يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تأكل الأرض جَسَدَ من كَلّمه{[23977]} روح القدس " . مرسل حسن{[23978]} .

وقال الشافعي : أخبرنا إبراهيم بن محمد ، أخبرنا صفوان بن سليم{[23979]} أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان يوم الجمعة وليلة الجمعة ، فأكثروا الصلاة علي " . هذا مرسل{[23980]} .

وهكذا يجب على الخطيب أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة على المنبر في الخطبتين ، ولا تصح الخطبتان إلا بذلك ؛ لأنها{[23981]} عبادة ، وذكر الله فيها شرط{[23982]} ، فوجب ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فيها كالأذان والصلاة . هذا مذهب الشافعي وأحمد ، رحمهما الله .

ومن ذلك : أنه يستحب الصلاة والسلام عليه عند زيارة قبره ، صلوات الله وسلامه عليه : قال {[23983]} أبو داود :

حدثنا ابن عوف - هو محمد - حدثنا{[23984]} المقري ، حدثنا حَيْوَة ، عن أبي صخر حميد بن زياد ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من{[23985]} أحد يسلم علي إلا رَدّ الله علي روحي ، حتى أرد عليه السلام " .

تفرد به أبو داود ، وصححه النووي في الأذكار{[23986]} . ثم قال{[23987]} أبو داود :

حدثنا أحمد بن صالح قال : قرأت على عبد الله بن نافع ، أخبرني ابن أبي ذئب ، عن سعيد المَقْبُرِي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تجعلوا بيوتكم قُبُورًا ، ولا تجعلوا قبري عيدا ، وصلوا علي ، فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم " .

تفرد به أبو داود أيضا{[23988]} . وقد رواه الإمام أحمد عن سُرَيْج ، عن عبد الله بن نافع - وهو الصائغ - به {[23989]} . وصححه النووي أيضا . وقد روي من وجه آخر عن علي ، رضي الله عنه . قال القاضي إسماعيل{[23990]} بن إسحاق في كتابه " فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " :

حدثنا إسماعيل بن أبي أُوَيْس ، حدثنا جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب [ عمن أخبره ]{[23991]} من أهل بيته ، عن علي بن الحسين بن علي : أن رجلا كان يأتي كل غداة فيزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويصلي عليه ، ويصنع من ذلك ما اشتهر عليه علي بن الحسين ، فقال له علي بن الحسين : ما يحملك على هذا ؟ قال : أحب السلام على النبي صلى الله عليه وسلم . فقال له علي بن الحسين : هل لك أن أحدثك حديثا عن أبي ؟ قال : نعم . فقال له علي بن الحسين : أخبرني أبي ، عن جدي أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تجعلوا قبري عيدا ، ولا تجعلوا بيوتكم قبورا ، وصلوا علي وسلموا حيثما كنتم فتبلغني{[23992]} صلاتكم وسلامكم " .

في إسناده رجل مبهم لم يُسَمَّ{[23993]} وقد رُوي من وجه آخر مرسلا قال عبد الرزاق في مصنفه ، عن الثوري ، عن ابن عجلان ، عن رجل - يقال له : سهيل - عن الحسن بن الحسن بن علي ؛ أنه رأى قوما عند القبر فنهاهم ، وقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تتخذوا قبري عيدا ، ولا تتخذوا بيوتكم قبورا ، وصلوا علي حيثما كنتم ؛ فإن صلاتكم تبلغني " {[23994]} . فلعله رآهم يسيئون الأدب برفع أصواتهم [ فوق الحاجة ]{[23995]} ، فنهاهم .

وقد روي أنه رأى رجلا ينتاب القبر فقال : يا هذا ، ما أنت ورجل بالأندلس منه إلا سواء ، أي : الجميع يبلغه ، صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين .

وقال الطبراني في معجمه الكبير : حدثنا أحمد بن رِشْدين المصري ، حدثنا سعيد بن أبي مريم ، حدثنا محمد بن جعفر ، أخبرني حميد بن أبي زينب ، عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنهم ، عن أبيه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " صلوا علي حيثما كنتم ، فإن صلاتكم تبلغني " {[23996]} .

ثم قال الطبراني : حدثنا العباس بن حمدان الأصبهاني ، حدثنا شعيب بن عبد الحميد الطحان ، أخبرنا يزيد بن هارون عن{[23997]} شيبان ، عن الحكم بن عبد الله بن خطاف{[23998]} ، عن أم أنيس بنت الحسن بن علي ، عن أبيها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرأيت قول الله ، عز وجل : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي } ؟ " فقال : " إن هذا هو المكتوم ، ولولا أنكم سألتموني عنه لما أخبرتكم ، إن الله وكل بي ملكين لا أُذْكَرُ عند عبد مسلم فيصلي علي إلا قال ذانك الملكان : " غفر الله لك " . وقال الله وملائكته جوابا لذينك الملكين : " آمين " . ولا يصلي أحد إلا قال ذانك الملكان : " غفر الله لك " . ويقول الله وملائكته جوابا لذينك الملكين : " آمين " .

غريب جدا ، وإسناده فيه ضعف شديد{[23999]}

وقد قال الإمام أحمد : حدثنا وَكِيع ، عن سفيان ، عن عبد الله بن السائب ، عن زاذان ، عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن لله ملائكة سياحين في الأرض ، يبلغوني من{[24000]} أمتي السلام " .

وهكذا رواه النسائي من حديث سفيان الثوري وسليمان بن مِهْرَان الأعمش ، كلاهما عن عبد الله بن السائب ، به{[24001]}

فأما الحديث الآخر : " مَنْ صلى عَلَيّ عند قبري سمعته ، ومَنْ صلى علي من بعيد بُلغته " - ففي إسناده نظر ، تفرد به محمد بن مروان السدي الصغير ، وهو متروك ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوعا{[24002]} .

قال أصحابنا : ويستحب للمحرم إذا لبى وفرغ من تلبيته أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم : لما روي{[24003]} عن الشافعي والدارقطني من رواية صالح بن محمد بن زائدة ، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق قال : كان يُؤمر الرجل إذا فرغ من تلبيته أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم على كل حال{[24004]} .

وقال إسماعيل القاضي : حدثنا عارم بن الفضل ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، حدثنا زكريا ، عن الشعبي ، عن وهب بن الأجدع قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : إذا قدمتم فطوفوا بالبيت سبعا ، وصلوا عند المقام ركعتين ، ثم ائتوا الصفا فقوموا عليه من حيث ترون البيت ، فكبروا سبع تكبيرات ، تكبيرًا بين حمد لله وثناء عليه ، وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ومسألة لنفسك ، وعلى المروة مثل ذلك{[24005]} .

إسناد جيد حسن قوي .

وقالوا : ويستحب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مع ذكر الله عند الذبح : واستأنسوا بقوله{[24006]} تعالى : { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَك } [ الشرح : 4 ] ، قال بعض المفسرين : يقول الله تعالى : " لا أذكر إلا ذكرت معي " . وخالفهم في ذلك الجمهور ، وقالوا : هذا موطن يفرد فيه ذكر الرب تعالى ، كما عند الأكل ، والدخول ، والوقاع وغير ذلك ، مما لم ترد فيه السنة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .

حديث آخر : قال إسماعيل القاضي : حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ، حدثنا عمر بن هارون ، عن موسى بن عبيدة ، عن محمد بن ثابت ، عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " صلوا على أنبياء الله ورسله ؛ فإن الله بعثهم كما بعثني " .

في إسناده ضعيفان ، وهما عمر بن هارون وشيخه{[24007]} ، والله أعلم . وقد رواه عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن موسى بن عبيدة الربذي ، به{[24008]} .

ومن ذلك : أنه يستحب الصلاة عليه عند طنين الأذن ، إن صح الخبر في ذلك ، على أن الإمام أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة قد رواه في صحيحه فقال : حدثنا زياد بن يحيى ، حدثنا مَعْمَر بن محمد بن عبيد الله ، عن أبيه محمد{[24009]} ، عن أبيه أبي رافع{[24010]} قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل علي ، وَلْيَقُل : ذَكَر الله مَن ذكرني بخير " . إسناده غريب ، وفي ثبوته نظر{[24011]} والله أعلم .

[ وهاهنا مسألة ]{[24012]} :

وقد استحب أهل الكتابة أن يكرر الكاتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما كتبه ، وقد ورد في الحديث من طريق كادح بن رحمة ، عن نَهْشَل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى عليّ في كتاب ، لم تزل الصلاة جارية له ما دام اسمي في ذلك الكتاب " {[24013]} .

وليس هذا الحديث بصحيح من وجوه كثيرة ، وقد رُوي من حديث أبي هريرة ، ولا يصح أيضا {[24014]} ، قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي شيخُنا : أحسبه موضوعا . وقد رُوي نَحوُه عن أبي بكر ، وابن عباس . ولا يصح من ذلك شيء{[24015]} ، والله أعلم . وقد ذكر الخطيب البغدادي في كتابه : " الجامع لآداب الراوي والسامع{[24016]} ، قال : رأيت بخط الإمام أحمد بن حنبل ، رحمه الله : كثيرا ما يكتب اسم النبي صلى الله عليه وسلم من غير ذكر الصلاة عليه كتابة ، قال : وبلغني أنه كان يصلي عليه لفظا{[24017]} .

[ فصل ]{[24018]}

وأما الصلاة على غير الأنبياء ، فإن كانت{[24019]} على سبيل التبعية كما تقدم في الحديث : " اللهم ، صل على محمد وآله وأزواجه وذريته " ، فهذا جائز بالإجماع ، وإنما وقع النزاع فيما إذا أفرد غير الأنبياء بالصلاة عليهم :

فقال قائلون : يجوز ذلك ، واحتجوا بقوله : { هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ } ، وبقوله { أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ } [ البقرة : 157 ] ، وبقوله تعالى { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا{[24020]} وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ } [ التوبة : 103 ] ، وبحديث عبد الله بن أبي أوْفَى قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : " اللهم صل عليهم " . وأتاه أبي بصدقته فقال : " اللهم صل على آل أبي أوفى " . أخرجاه في الصحيحين . وبحديث جابر : أن امرأته قالت : يا رسول الله ، صل عَلَيَّ وعلى زوجي . فقال : " صلى الله عليكِ وعلى زوجك " {[24021]} .

وقال الجمهور من العلماء : لا يجوز إفراد غير الأنبياء بالصلاة ؛ لأن هذا قد صار شعارا للأنبياء إذا ذكروا ، فلا يلحق بهم غيرهم ، فلا يقال : " قال أبو بكر صلى الله عليه " . أو : " قال علي صلى الله عليه " . وإن كان المعنى صحيحا ، كما لا يقال : " قال محمد ، عز وجل " ، وإن كان عزيزا جليلا ؛ لأن هذا من شعار ذكر الله ، عز وجل . وحملوا ما ورد في ذلك من الكتاب والسنة على الدعاء لهم ؛ ولهذا لم يثبت شعارا لآل أبي أوفى ، ولا لجابر وامرأته . وهذا مسلك حسن .

وقال آخرون : لا يجوز ذلك ؛ لأن الصلاة على غير الأنبياء قد صارت من شعار أهل الأهواء ، يصلون على من يعتقدون فيهم ، فلا يقتدى بهم في ذلك ، والله أعلم .

ثم اختلف المانعون من ذلك : هل هو من باب التحريم ، أو الكراهة التنزيهية ، أو خلاف الأولى ؟ على ثلاثة أقوال ، حكاه الشيخ أبو زكريا النووي في كتاب الأذكار . ثم قال : والصحيح الذي عليه الأكثرون أنه مكروه كراهة تنزيه ؛ لأنه شعار أهل البدع ، وقد نهينا عن شعارهم ، والمكروه هو ما ورد فيه نهي مقصود . قال أصحابنا : والمعتمد في ذلك أن الصلاة صارت مخصوصة في اللسان{[24022]} بالأنبياء ، صلوات الله وسلامه عليهم ، كما أن قولنا : " عز وجل " ، مخصوص بالله سبحانه وتعالى ، فكما لا يقال : " محمد عز وجل " ، وإن كان عزيزا جليلا لا يقال : " أبو بكر - أو : علي - صلى الله عليه " . هذا لفظه بحروفه . قال : وأما السلام فقال الشيخ أبو محمد الجُوَيني من أصحابنا : هو في معنى الصلاة ، فلا يستعمل في الغائب ، ولا يفرد به غير الأنبياء ، فلا يقال : " علي عليه السلام " ، وسواء في هذا الأحياء والأموات ، وأما الحاضر فيخاطب به ، فيقال : سلام عليكم ، أو سلام عليك ، أو السلام عليك أو عليكم . وهذا مجمع عليه . انتهى ما ذكره{[24023]} .

قلت : وقد غلب هذا في عبارة كثير من النساخ للكتب ، أن يفرد علي ، رضي الله عنه ، بأن يقال : " عليه السلام " ، من دون سائر الصحابة ، أو : " كرم الله وجهه " وهذا وإن كان معناه صحيحا ، لكن ينبغي أن يُسَاوى بين الصحابة في ذلك ؛ فإن هذا من باب التعظيم والتكريم ، فالشيخان وأمير المؤمنين عثمان [ بن عفان ]{[24024]} أولى بذلك منه ، رضي الله عنهم أجمعين .

قال إسماعيل القاضي : حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ، حدثني عثمان بن حكيم بن عَبَّاد بن حُنَيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أنه قال : لا تصح{[24025]} الصلاة على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن يدعى للمسلمين والمسلمات بالمغفرة{[24026]} {[24027]} .

وقال أيضا : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا حسين بن علي ، عن جعفر بن بَرْقان قال : كتب عمر بن عبد العزيز ، رحمه الله : أما بعد ، فإن أناسا من الناس قد التمسوا الدنيا بعمل الآخرة ، وإن ناسا من القصاص قد أحدثوا في الصلاة على خلفائهم وأمرائهم عدْلَ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا جاءك كتابي هذا فمُرْهم أن تكون صلاتهم على النبيين ودعاؤهم للمسلمين عامة ، ويدعوا ما سوى ذلك . أثر حسن{[24028]} .

قال إسماعيل القاضي : حدثنا معاذ بن أسد ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، حدثنا ابن لَهِيعة ، حدثني خالد بن يَزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن نُبَيه بن وهب ؛ أن كعبا دخل على عائشة ، رضي الله عنها ، فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كعب : ما من فجر يطلع إلا نزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفوا بالقبر يضربون بأجنحتهم ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم ، سبعون ألفا بالليل ، وسبعون ألفا بالنهار ، حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفا من الملائكة يزفونه{[24029]} .

[ فرع ]{[24030]} :

قال النووي : إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فليجمع بين الصلاة والتسليم ، فلا يقتصر على أحدهما فلا يقول : " صلى الله عليه فقط " ، ولا " عليه السلام " فقط ، وهذا الذي قاله منتزع من هذه الآية الكريمة ، وهي قوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } ، فالأولى أن يقال : صلى الله عليه وسلم تسليما .


[23799]:- صحيح البخاري (8/532) "فتح".
[23800]:- في ت: "وروى ابن أبي حاتم بسنده عن عطاء".
[23801]:- في ت: "وقد روى".
[23802]:- في ت: "وقد أخبر الله تعالى" وفي ف: "وقد أخبر أنه سبحانه بأنه".
[23803]:- في ت: "المؤمنين " وهو خطأ.
[23804]:- في ف ، أ: "وعلى آل زوجك".
[23805]:- رواه أحمد في مسنده (3/398) وابن حبان في صحيحه برقم (1951) "موارد" من طريق الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر رضي الله عنه.
[23806]:- في ت: "روى البخاري في صحيحه".
[23807]:- زيادة من ت ، ف ، والبخاري.
[23808]:- صحيح البخاري برقم (4797).
[23809]:- في ت: "وروى الإمام أحمد بإسناده".
[23810]:- في أ: "نسلم".
[23811]:- زيادة من ت ، ف ، والمسند.
[23812]:- في أ: "عيينة".
[23813]:- المسند (4/241) وصحيح البخاري برقم (3370) وبرقم (6357) وبرقم (4797) وصحيح مسلم برقم (406) وسنن أبي داود برقم (976) وسنن الترمذي برقم (483) وسنن النسائي (3/47) وسنن ابن ماجه برقم (904).
[23814]:- في أ: "وقال البخاري".
[23815]:- في ت ، ف ، أ: "السلام عليك".
[23816]:- سنن الترمذي برقم (483) وقال: "حديث حسن صحيح".
[23817]:- في ت: "روى".
[23818]:- في أ: "أبي".
[23819]:- في أ: "هذا السلام عليك".
[23820]:- زيادة من ت.
[23821]:- صحيح البخاري برقم (4798).
[23822]:- في ت: "وروى".
[23823]:- زيادة من ت ، ف ، أ ، والمسند.
[23824]:- المسند (5/424) وصحيح البخاري برقم (3369) وصحيح مسلم برقم (407) وسنن أبي داود برقم (979) وسنن النسائي (3/49) وسنن ابن ماجه برقم (905).
[23825]:- زيادة من ت ، ف ، أ ، ومسلم.
[23826]:- صحيح مسلم برقم (405) وسنن أبي داود برقم (980) وسنن الترمذي برقم (3220) وسنن النسائي (3/45).
[23827]:- المسند (4/119) وسنن أبي داود برقم (981) والنسائي في السنن الكبرى برقم (9877) والمستدرك (1/668) وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم".
[23828]:- مسند الشافعي برقم (268) "بدائع المنن" ورواه النسائي في السنن الكبرى برقم (9875) من طريق داود بن قيس ، عن نعيم بن عبد الله ، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[23829]:- في أ: "تعسف هذا القائل".
[23830]:- زيادة من ف ، أ.
[23831]:- في ت: "ومشعر".
[23832]:في أ: "من".
[23833]:- زيادة من ت ، ف ، أ.
[23834]:- في ف: "فيما" وفي أ: "فيمن".
[23835]:- في أ: "يقول".
[23836]:- في أ: "سلفا وخلفا".
[23837]:- في أ: "الحسيني".
[23838]:- زيادة من ف ، أ ، والمسند.
[23839]:- المسند (6/18) وسنن أبي داود برقم (1481) وسنن الترمذي برقم (3477) وسنن النسائي (3/44).
[23840]:- سنن ابن ماجه برقم (400) وقال البوصيري في الزوائد (1/167) "هذا إسناد ضعيف لاتفاقهم على ضعف عبد المهيمن".
[23841]:- المعجم الكبير للطبراني (6/121).
[23842]:- المسند (5/353).
[23843]:- زيادة من ت ، ف
[23844]:- في أ: "اللهم عَلِّ بناء الناس بناءه".
[23845]:- في أ: "وأتم".
[23846]:- رواه أبو نعيم في عوالي سعيد بن منصور برقم فقال: حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا مسعدة بن سعد ، حدثنا سعيد بن منصور فذكره ، ورواه الحنائي في الفوائد (10/162/ب) - كما في حاشية العوالي - من طريق يزيد بن هارون ، به.
[23847]:- في ف: "سلام".
[23848]:- سلامة الكندي ذكره البخاري في التاريخ الكبير (4/195) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/300) وأشار ابن أبي حاتم إلى هذا الحديث وقال: "مرسل".
[23849]:- المعجم الأوسط برقم (4653) "مجمع البحرين" لكن فيه: "حدثنا مسعدة بن سعد ، حدثنا سعيد بن منصور" فلعل الحافظ نقله هنا من مسند العشرة.
[23850]:- زيادة من ت ، ف ، وابن ماجه.
[23851]:- في ت: "وروى ابن ماجه بإسناده".
[23852]:- زيادة من ت ، ف ، وابن ماجه.
[23853]:- سنن ابن ماجه برقم (906) وقال البوصيري في الزوائد (1/311): "هذا إسناد رجاله ثقات إلا أن المسعودي واسمه عبد الرحمن بن عتبة بن مسعود اختلط بآخره ، ولم يتميز حديثه الأول بالآخر ، فاستحق الترك. قاله ابن حبان".
[23854]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم (62).
[23855]:في ت: "وروى".
[23856]:- زيادة من ت ، أ ، والطبري.
[23857]:- تفسير الطبري (22/31).
[23858]:- في أ: "تحجرت".
[23859]:- في أ: "عبد الله".
[23860]:- في ف: "رسول الله".
[23861]:- المسند (3/445) وسنن ابن ماجه برقم (907).
[23862]:- في ت: "وروى".
[23863]:- المسند (1/191)
[23864]:- في هـ: "قال" وفي ت ، ف ، أ: "قام" والمثبت من المسند.
[23865]:- زيادة من ت ، ف ، أ ، والمسند.
[23866]:- المسند (1/191).
[23867]:- في ت: "وروى".
[23868]:- زيادة من ت.
[23869]:- زيادة من المعجم الصغير.
[23870]:- في أ: "عبيد الله".
[23871]:- في أ "عيينة".
[23872]:- في أ: "مسرية".
[23873]:- في ت ، ف: "عشرا".
[23874]:- في ف ، أ: "المختارة".
[23875]:- المعجم الصغير (2/89) والمختارة برقم (93). وقال الطبراني: "لم يروه عن عبيد الله بن عمر إلا يحيى بن أيوب ، تفرد به عمرو بن الربيع".
[23876]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم.
[23877]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم.
[23878]:- في ت: "وروى".
[23879]:- سنن الترمذي برقم (484)
[23880]:- في أ: "فقام إليه رجل".
[23881]:- في أ: "سبع".
[23882]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم.
[23883]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم.
[23884]:- في ت: "وروى".
[23885]:- سنن الترمذي برقم (2457).
[23886]:- المسند (5/136).
[23887]:- المسند (4/30) والنسائي في السنن الكبرى برقم (9888).
[23888]:- في ف: "بمثله".
[23889]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم.
[23890]:- زيادة من ف.
[23891]:- في أ: "شريح".
[23892]:- المسند (4/29).
[23893]:- في ت: "وروى".
[23894]:- صحيح مسلم برقم (408) وسنن أبي داود برقم (1530) وسنن الترمذي برقم (485) وسنن النسائي (3/50).
[23895]:- المسند (2/365).
[23896]:- مسند البزار برقم (363) "كشف الأستار" وقال الهيثمي: "فيه داود بن علية ، ضعفه ابن معين والنسائي وغيرهما ووثقه ابن نمير ، وقال موسى بن داود الضبي: ثنا ذؤاد بن علبة وأثنى عليه خيرا ، وقال ابن عدي: هو في جملة الضعفاء ممن يكتب حديثه". كذا فيه ذؤاد بن علبة وهو الصواب. انظر: الكامل (3/121) والتهذيب (3/221) والميزان (2/32).
[23897]:- زيادة من ت ، ف ، أ ، والمسند.
[23898]:- في ف ، أ: "الكلم".
[23899]:- المسند (2/172).
[23900]:- السنن الكبرى برقم (9889).
[23901]:- في أ: "زيد".
[23902]:- المسند (3/102).
[23903]:- في ت: "وروى".
[23904]:- زيادة من ت ، ف ، أ ، والمسند.
[23905]:- في أ: "نمير".
[23906]:- المسند (1/201).
[23907]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم (37).
[23908]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم (38).
[23909]:- في ت: "وروى".
[23910]:- زيادة من ت ، ف ، أ ، والترمذي.
[23911]:- سنن الترمذي برقم (3545).
[23912]:- الأدب المفرد للبخاري برقم (21).
[23913]:- زيادة من ت ، ف ، أ.
[23914]:- في ت: بما".
[23915]:- سنن ابن ماجه برقم (908) وقال البوصيري في الزوائد (1/313): "هذا إسناد ضعيف لضعف جبارة بن المغلس".
[23916]:- زيادة من ف ، أ.
[23917]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم (41).
[23918]:- سنن الترمذي برقم (3380) والمسند (2/453).
[23919]:- زيادة من ت ، ف ، أ ، وفضل الصلاة.
[23920]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم (55).
[23921]:- في ت: "الطبري".
[23922]:- في ت: "عن".
[23923]:- في ت: "له".
[23924]:- المسند (2/168) وصحيح مسلم برقم (384) وسنن أبي داود برقم (523) وسنن الترمذي برقم (3614) وسنن النسائي (2/25).
[23925]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم (50).
[23926]:- في أ: "سليم".
[23927]:- في ف ، أ: "أكون أنا ذلك".
[23928]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم (46 ، 47).
[23929]:- في أ ، أ: "ورقاء".
[23930]:- المسند (4/108).
[23931]:- في أ: "حسن".
[23932]:- في أ: "أبي".
[23933]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم (52).
[23934]:- في ت: "ومنه عند دخول المسجد لما روى الإمام أحمد".
[23935]:- في ت ، أ: "الحسين".
[23936]:- زيادة من ت ، ف ، أ ، والمسند.
[23937]:- المسند (6/282).
[23938]:- في أ: "سيف".
[23939]:- في ت: "وعن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، قال".
[23940]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم (80).
[23941]:- في ت ، أ: "منهم".
[23942]:- في ت ، أ: "مع الشافعي وأحمد ، رحمهما الله".
[23943]:- في ت: "ومنه".
[23944]:- في ت: "فروى الشافعي ، رحمه الله ، بإسناده عن".
[23945]:- الأم (1/239).
[23946]:- سنن النسائي (4/75).
[23947]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم (94).
[23948]:- في ت: "ومنه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم".
[23949]:- في ت: "روى القاضي إسماعيل".
[23950]:- في ت: "بن".
[23951]:- في ت ، أ: "عقبة صلى العيد يوما".
[23952]:- في ت ، ف ، أ: "إسناده"
[23953]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم (88).
[23954]:- في أ: "سهيل".
[23955]:- في ت: "روى الترمذي بإسناده عن عمر بن الخطاب".
[23956]:- سنن الترمذي برقم (486).
[23957]:- أخرجه الواحدي ومن طريقه الحافظ الرهاوي في الأربعين كما في تخريج الكشاف للحافظ ابن حجر (ص 137).
[23958]:- في ت: "ورواه رزين بن أبي معاوية".
[23959]:- ذكره ابن الأثير في جامع الأصول (4/155) رواية رزين.
[23960]:- زيادة من ف ، أ.
[23961]:- المنتخب لعبد بن حميد برقم (1130) ورواه البزار في مسنده برقم (3156) "كشف الأستار" من طريق موسى بن عبيدة به.
[23962]:- زيادة من ت ، أ.
[23963]:- في أ: "وابن جرير".
[23964]:- في أ: "الجوزاء"
[23965]:- في ف ، أ: "واليت ، ولا يعز من عاديت".
[23966]:- زيادة من ت ، ف ، أ ، والمسند.
[23967]:- المسند (1/199) وسنن أبي داود برقم (1425) وسنن الترمذي برقم (464) وسنن النسائي (3/248) وسنن ابن ماجه برقم (1178) وصحيح ابن خزيمة (1095) وصحيح ابن حبان (2/148) والمستدرك (3/171).
[23968]:- زيادة من ت.
[23969]:- في ت: "روى الإمام أحمد بإسناده".
[23970]:- المسند (4/8) وسنن أبي داود برقم (1047) وسنن النسائي (3/91) وسنن ابن ماجه برقم (1636).
[23971]:- في أ: "عمرو بن ندار المقري".
[23972]:- في ف: "ثابت".
[23973]:- زيادة من ت ، ف ، وابن ماجه.
[23974]:- زيادة من ت ، ف ، وابن ماجه.
[23975]:- سنن ابن ماجه برقم (1637).
[23976]:- السنن الكبرى للبيهقي (3/249) من حديث أبي أمامة ، رضي الله عنه ، ولم أجده عنده من حديث أبي مسعود وإنما هو من حديث أنس ، رضي الله عنه.
[23977]:- في أ: "كلم".
[23978]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم (23).
[23979]:- في أ: "صفوان بن أبي سليم".
[23980]:- الأم (1/184).
[23981]:- في ت: "لأنهما".
[23982]:- في ت: "مشروط".
[23983]:- في ت: "فروى".
[23984]:- في أ: "بن".
[23985]:- في أ: "ما منكم من".
[23986]:- سنن أبي داود برقم (2041).
[23987]:- في ت: "روى".
[23988]:- سنن أبي داود برقم (2042).
[23989]:- المسند (2/367).
[23990]:- في أ: "القاضي ابن إسماعيل".
[23991]:- زيادة من أ ، وفي هـ: "عن أخيه" والمثبت من ت ، ف ، أ.
[23992]:- في ف ، أ: "فستبلغني".
[23993]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم.
[23994]:- المصنف برقم (6726).
[23995]:- زيادة من ف ، أ.
[23996]:- المعجم الكبير (3/82) وقال الهيثمي في المجمع (10/162): "فيه حميد بن أبي زينب لم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح".
[23997]:- في هـ ، ت ، أ ، ف: "بن أبي" والصواب ما أثبتناه من المعجم الكبير للطبراني.
[23998]:- في هـ ، ت ، أ ، ف: "خطاب" والصواب ما أثبتناه من المعجم الكبير للطبراني وكتب الرجال
[23999]:- المعجم الكبير (3/89) وقال الهيثمي في المجمع (7/93): "فيه الحكم بن عبد الله بن خطاف وهو كذاب".
[24000]:- في ف ، أ: "عن".
[24001]:- المسند (1/441) وسنن النسائي (3/43).
[24002]:- أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (3/292) من طريق الأصمعي عن السدي به ، ثم روى بإسناده عن ابن قتيبة قال: سألت ابن نمير عن حديث: "من صلى علي عند قبري" فقال: "دع ذا ، محمد بن مروان ليس بشيء".
[24003]:- في ت: "لما رواه".
[24004]:- الأم (2/134).
[24005]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم (81).
[24006]:- في ف: "بقول الله".
[24007]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم (45) وعمر بن هارون متروك ، وموسى بن عبيدة ضعيف.
[24008]:- المصنف لعبد الرزاق برقم (3118)
[24009]:- في هـ ، ت ، ف ، أ: "عن علي بن أبي رافع" والصواب ما أثبتناه.
[24010]:- في ت: "بإسناده عن أبي رافع".
[24011]:- ورواه الطبراني في المعجم الصغير (2/120) وابن عدي في الكامل (6/451) من طريق معمر به ، وقال ابن عدي: "معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه منكر الحديث ، ومقدار ما يرويه لا يتابع عليه".
[24012]:- زيادة من ت.
[24013]:- أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب برقم (1699) من طريق أحمد بن جعفر الهاشمي عن سليمان بن الربيع عن كادح بن رحمة به.
[24014]:- أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط برقم (234) "مجمع البحرين" من طريق يزيد بن عياض عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه.
[24015]:- أما حديث ابن عباس فسبق ، وأما حديث أبي بكر فرواه ابن عدي في الكامل (3/249) من طريق أبي داود النخعي ، عن أيوب بن موسى ، عن القاسم ، عن أبي بكر ، رضي الله عنه ، وداود النخعي وضاع.
[24016]:- في ت: "والسائل".
[24017]:- الجامع لأخلاق الراوي (1/271) ثم قال عقبه: "وقد خالفه غيره من الأئمة المتقدمين في ذلك".
[24018]:- زيادة من ف ، أ.
[24019]:- في ت ، ف ، أ: "كان".
[24020]:- في ت ، ف: "تطهرهم بها وتزكيهم" وهو خطأ.
[24021]:- تقدم تخريج هذين الحديثين في هذه السورة
[24022]:- في ت ، ف ، أ: "في لسان السلف".
[24023]:- الأذكار ص (159 ، 160)
[24024]:- زيادة من ف.
[24025]:- في ت ، ف ، أ: "لا تصلح".
[24026]:- في ت ، ف ، أ: "بالاستغفار".
[24027]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم (75) ولفظه عنده "لا تصلوا على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن يدعى للمسلمين والمسلمات بالاستغفار"
[24028]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم (76).
[24029]:- فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم (102).
[24030]:- زيادة من: ت ، أ
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا} (56)

{ إن الله وملائكته يصلون على النبي } يعتنون بإظهار شرفه وتعظيم شأنه . { يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه } اعتنوا انتم أيضا فإنكم أولى بذلك وقولوا اللهم صل على محمد . { وسلموا تسليما } وقولوا السلام عليك أيها النبي وقيل وانقادوا لأوامره ، والآية تدل على وجوب الصلاة والسلام عليه في الجملة ، وقيل تجب الصلاة كلما جرى ذكره لقوله عليه الصلاة والسلام " رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي " وقوله " من ذكرت عنده فلم يصل علي فدخل النار فأبعده الله " ، وتجوز الصلاة على غيره تبعا . وتكره استقلالا لأنه في العرف صار شعارا لذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ولذلك كره أن يقال محمد عز وجل وان كان عزيزا وجليلا .