{ إن الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلموا تسليما56 إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا57 والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا 58 }
هذه الآية شرف الله تعالى بها رسوله عليه السلام ، حياته وموته ، وذكر منزلته منه ، وطهر بها سوء فعل من استصحب في جهته فكرة سوء ، أو في أمر زوجاته ، ونحو ذلك ، والصلاة من الله : رحمته ورضوانه ، ومن الملائكة الدعاء والاستغفار ، ومن الأمة الدعاء والتعظيم لأمره-{[3665]} قال البخاري : قال أبو العالية : صلاة الله تعالى ثناؤه عليه عند الملائكة ، وصلاة الملائكة الدعاء ، وقال ابن عباس : { يصلون } يبركون ، هكذا علقه البخاري عنهما{[3666]} .
وقد أخبر سبحانه وتعالى بأنه يصلي على عباده المؤمنين في قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا . وسبحوه بكرة وأصيلا . هو الذي يصلي عليكم وملائكته } الآية ، وقال تعالى : ) . . وبشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات ن ربهم( {[3667]} الآية ، وفي الحديث : " إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف " وفي الحديث الآخر : " اللهم صل على آل أبي أوفى " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة جابر وقد سألته أن يصلي عليها وعلى زوجها : " صلى الله عليك وعلى زوجك " .
وقد جاءت الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر بالصلاة عليه ، وكيفية الصلاة عليه . . . قال البخاري عند تفسير هذه الآية . . . عن كعب بن عجرة قال : قيل يا رسول الله ! أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة ؟ قال : " قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد " . . . . ومعنى قولهم : أما السلام عليك فقد عرفناه : هو الذي في التشهد الذي كان يعلمهم إياه كما يعلمهم السورة من القرآن ، وفيه : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته . . . . [ فرع ] قال النووي : إذا صلى أحد على النبي صلى الله عليه وسلم فليجمع بين الصلاة والتسليم ، فلا يقتصر على أحدهما ، فلا يقول : صلي عليه فقط ، ولا : عليه السلام ، فقط ، وهذا الذي قاله منتزع من هذه الآية الكريمة ، وهي قوله : { يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما } . . -{[3668]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.