المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ} (1)

مقدمة السورة:

عابت هذه السورة من شغلهم التكاثر عن أداء الواجبات ، وأنذرتهم بأنهم سوف يعلمون عاقبة تقصيرهم ، وخوفت الناس بمعاينة النار ، وسؤالهم عما كانوا فيه من نعيم .

1 - شغلكم عن الواجبات والطاعات تباهيكم بالأولاد والأنصار ، وتفاخركم بالأموال والأحساب والأنساب حتى أصابكم الموت .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة التكاثر

مكية ، وآياتها ثمان .

{ ألهاكم التكاثر } شغلتكم المباهاة والمفاخرة بكثرة المال والعدد عن طاعة ربكم ، وما ينجيكم من سخطه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة ألهاكم التكاثر ، وهي مكية .

{ 1 - 8 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ }

يقول تعالى موبخًا عباده عن اشتغالهم عما خلقوا له من عبادته وحده لا شريك له ، ومعرفته ، والإنابة إليه ، وتقديم محبته على كل شيء : { أَلْهَاكُمُ } عن ذلك المذكور { التَّكَاثُرُ } ، ولم يذكر المتكاثر به ، ليشمل ذلك كل ما يتكاثر به المتكاثرون ، ويفتخر به المفتخرون ، من التكاثر في الأموال ، والأولاد ، والأنصار ، والجنود ، والخدم ، والجاه ، وغير ذلك مما يقصد منه مكاثرة كل واحد للآخر ، وليس المقصود به الإخلاص لله تعالى{[1473]} .


[1473]:- في ب: وليس المقصود منه وجه الله.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة التكاثر

مقدمة وتمهيد

1- سورة " التكاثر " من السور المكية ، وسميت في بعض المصاحف سورة " ألهاكم " ، وكان بعض الصحابة يسمونها " المَقبُرة " .

قال القرطبي : وهي مكية في قول المفسرين . وروى البخاري أنها مدنية ، وهي ثماني آيات .

وقد ذكروا في سبب نزولها روايات منها : ما روي عن ابن عباس أنها نزلت في حيين من قريش : بني عبد مناف ، وبني سهم ، تكاثروا بالسادة والأشراف في الإسلام ، فقال كل حي منهم : نحن أكثر سيدا ، وأعز نفرا . . فنزلت هذه السورة . . ( {[1]} ) .

2- ومن أغراض السورة الكريمة : النهي عن التفاخر والتكاثر ، والحض على التزود بالعمل الصالح ، وعلى ما ينجي من العذاب ، والتأكيد على أن يوم القيامة حق ، وعلى أن الحساب حق ، وعلى أن الجزاء حق . .

قوله - سبحانه - : { أَلْهَاكُمُ } من اللهو ، وهو الغفلة عن مواطن الخير ، والانشغال عما هو نافع .

والتكاثر : التباري والتباهي بالكثرة فى شيء مرغوب فيه كالمال والجاه .

أي : شغلكم - أيها الناس - التباهي والتفاخر بكثرة الأموال والأولاد والعشيرة ، كما ألهاكم حب الدنيا عن القيام بما كلفناكم به .


[1]:- سورة إبراهيم: الآية 1.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ} (1)

بسم الله الرحمَن الرحيم

القول في تأويل قوله تعالى : { أَلْهَاكُمُ التّكّاثُرُ * حَتّىَ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلاّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمّ كَلاّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلاّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنّ الْجَحِيمَ * ثُمّ لَتَرَوُنّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمّ لَتُسْأَلُنّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النّعِيمِ } .

** يقول تعالى ذكره : ألهاكم أيها الناس المباهاة بكثرة المال والعدد عن طاعة ربكم ، وعما ينجيكم من سخطه عليكم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة { ألهَاكُمُ التّكاثُرُ حتى زُرْتُمُ المَقابِرَ } قال : كانوا يقولون : نحن أكثر من بني فلان ، ونحن أعدّ من بني فلان ، وهم كلّ يوم يتساقطون إلى آخرهم ، والله ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور كلهم .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { ألهَاكُمُ التّكاثُرُ } قالوا : نحن أكثر من بني فلان ، وبنو فلان أكثر من بني فلان ، ألهاهم ذلك حتى ماتوا ضلالاً .

وروي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم كلام يدلّ على أن معناه التكاثر بالمال . ذكر الخبر بذلك :

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا وكيع ، عن هشام الدّستَوائيّ ، عن قتادة ، عن مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير ، عن أبيه أنه انتهى إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وهو يقرأ : { ألهَاكُمُ التّكاثُرُ حَتّى زُرْتُمُ المَقابرَ } قال : «ابنَ آدم ، ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبِست فأبليت ، أو تصدّقت فأمضيت » .

حدثنا محمد بن خلف العسقلاني ، قال : حدثنا آدم ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت البُنَاني ، عن أنس بن مالك ، عن أُبيّ بن كعب ، قال : كنا نرى أن هذا الحديث من القرآن : «لو أن لابن آدم واديين من مالٍ ، لتمنى واديا ثالثا ، ولا يملأ جوفَ ابنِ آدم إلا التّراب ، ثم يتوب الله على من تاب » ، حتى نزلت هذه السورة : { ألهَاكُمُ التّكاثُرُ } إلى آخرها .

وقوله صلى الله عليه وسلم بعَقِب قراءته : «ألهاكُمُ » : ليس لك من مالك إلا كذا وكذا ، ينبىء أن معنى ذلك عنده : ألهاكم التكاثر : المال .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة التكاثر مختلف فيها ، وآيها ثماني آيات .

بسم الله الرحمن الرحيم . ألهاكم : شغلكم ، وأصله الصرف إلى اللهو ، منقول من لها إذا غفل . التكاثر : التباهي بالكثرة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ} (1)

مقدمة السورة:

وهي مكية ، لا أعلم فيها خلافا{[1]} .

«ألهى » معناه : شغل بلذاته ، ومنه لهو الحديث والأصوات واللهو بالنساء ، وهذا خبر فيه تقريع وتوبيخ وتحسر ، وقرأ ابن عباس وعمران الجوني وأبو صالح : «أألهاكم » على الاستفهام ، و { التكاثر } هي المفاخرة بالأموال والأولاد والعدد جملة ، وهذا هجيرى{[11961]} أبناء الدنيا : العرب وغيرهم لا يتخلص منهم إلا العلماء المتقون ، وقد قال الأعشى : [ السريع ]

ولست بالأكثر منهم حصى . . . وإنما العزة للكاثر{[11962]}

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «يقول ابن آدم : مالي مالي ، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت{[11963]} »


[1]:- أي فيمن نزلت، أفي المؤمنين جميعا أم في مؤمني أهل الكتاب؟
[11961]:دأبهم وعادتهم، ولا تستعمل إلا في العادة الذميمة.
[11962]:هذا بيت من قصيدة قالها الأعشى يهجو علقمة بن علاثة ويمدح عامر بن الطفيل في المنافرة التي جرت بينهما، وهو يخاطب في هذا البيت علقمة، ,"الأكثر" هنا بمعنى "الكثير"، وليست للتفضيل، لأن (الألف واللام ومن) يتعاقبان في مثل هذا، وقد يجوز أن تكون للتفضيل ولكن تكون (من) غير متعلقة ب (الأكثر) و "الكاثر" هنا بمعنى "الكثير" . يقول الشاعر لعلقمة: إنك لست أكثر عددا من عامر وقومه، والعزة لا تكون إلا لمن كثر عددهم.
[11963]:أخرجه البخاري في الطلاق، ومسلم في اللعان والزهد، وأبو داود في الطلاق، والترمذي في الزهد وتفسير سورة التكاثر، والنسائي في الوصايا، وأحمد في مسنده (2/368، 412) عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفي مسند أحمد زيادة في آخره (ما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس)، وأخرجه الطيالسي، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وأحمد، وابن جرير، والحاكم عن ابن الشخير.