المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{۞مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (31)

31- كونوا راجعين إليه ، وافعلوا ما أمركم به ، واتركوا ما نهاكم عنه ، وحافظوا على الصلاة ، ولا تكونوا من الذين عبدوا مع الله غيره .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{۞مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (31)

وقوله : { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ } قال ابن زيد ، وابن جُرَيْج : أي راجعين إليه ، { وَاتَّقُوهُ } أي : خافوه وراقبوه ، { وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ } وهي الطاعة العظيمة ، { وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } أي : بل من الموحدين المخلصين له العبادة ، لا يريدون بها سواه .

قال ابن جرير : [ حدثنا ابن حُمَيد ]{[22844]} ، حدثنا يحيى بن واضح ، حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن يزيد{[22845]} بن أبي مريم قال : مر عمر ، رضي الله عنه ، بمعاذ بن جبل فقال : ما قوام هذه الأمة{[22846]} ؟ قال معاذ : ثلاث ، وهن [ من ]{[22847]} المنجيات : الإخلاص ، وهي الفطرة ، فطرة الله التي فَطرَ الناس عليها ، والصلاة وهي الملة ، والطاعة وهي العصمة . فقال عمر : صدقت .

حدثني يعقوب ، حدثنا ابن عُلَيَّةَ ، حدثنا أيوب ، عن أبي قِلابة : أن عمر ، رضي الله عنه ، قال لمعاذ : ما قوام هذا الأمر ؟ فذكره نحوه{[22848]} .


[22844]:- زيادة من ف، أ، والطبري.
[22845]:- في أ: "زيد".
[22846]:- في ت: "الآية".
[22847]:- زيادة من ت
[22848]:- تفسير الطبري (21/26)
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{۞مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (31)

القول في تأويل قوله تعالى : { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتّقُوهُ وَأَقِيمُواْ الصّلاَةَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الّذِينَ فَرّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً كُلّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } .

يعني تعالى ذكره بقوله : مُنِيبِينَ إلَيْهِ تائبين راجعين إلى الله مقبلين ، كما :

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : مُنيبِينَ إليْهِ قال : المنيب إلى الله : المطيع لله ، الذي أناب إلى طاعة الله وأمره ، ورجع عن الأمور التي كان عليها قبل ذلك . كان القوم كفارا ، فنزعوا ورجعوا إلى الإسلام .

وتأويل الكلام : فأقم وجهك يا محمد للدين حنيفا منيبين إليه إلى الله فالمنيبون حال من الكاف التي في وجهك .

فإن قال قائل : وكيف يكون حالاً منها ، والكاف كناية عن واحد ، والمنيبون صفة لجماعة ؟ قيل : لأن الأمر من الكاف كناية اسمه من الله في هذا الموضع أمر منه له ولأمته ، فكأنه قيل له : فأقم وجهك أنت وأمتك للدين حنيفا لله ، منيبين إليه .

وقوله : وَاتّقُوهُ يقول جلّ ثناؤه : وخافوا الله وراقبوه أن تفرّطوا في طاعته ، وتركبوا معصيته . وَلا تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ يقول : ولا تكونوا من أهل الشرك بالله بتضييعكم فرائضه ، وركوبكم معاصيه ، وخلافكم الدين الذي دعاكم إليه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{۞مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (31)

{ منيبين إليه } راجعين إليه من أناب إذا رجع مرة بعد أخرى ، وقيل منقطعين إليه من الناب وهو حال من الضمير في الناصب المقدر لفطرة الله أو في أم لأن الآية خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والأمة لقوله : { واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين } غير إنها صدرت بخطاب الرسول صلى الله عليه وسلم تعظيما له .