الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (31)

ثم قال تعالى ذكره : { منيبين إليه واتقوه } أي : أقيموا وجوهكم للدين حنفاء منيبين إليه ، أي : راجعين إلى طاعته .

وقوله : { فأقم وجهك للدين } هو خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به أمته فلذلك جاء الحال بلفظ الجمع{[54772]} فلا تقف على يعلمون .

وقيل : المعنى فأقم وجهك ومن معك منيبين إليه{[54773]} .

قال ابن عباس : " منيبين إليه " مقبلين بكل قلوبكم{[54774]} .

قال ابن زيد : المنيب : المطيع{[54775]} . وأصله في اللغة الراجع عن الشيء .

{ واتقوه } أي : وخافوه أن تفرطوا في طاعته .

{ وأقيموا الصلاة } أي : بحدودها في أوقاتها .

{ ولا تكونوا من المشركين } أي : ممن عبد مع الله غيره وضيع فرائضه .


[54772]:انظر: مشكل الإعراب لمكي 2/561 والبيان لابن الأنباري 2/250
[54773]:وهو قول الفراء في معانيه 2/325، وإعراب النحاس 3/273، ومشكل الإعراب لمكي 2/561
[54774]:انظر: الجامع للقرطبي 14/33، والبحر المحيط 7/172
[54775]:انظر: جامع البيان 21/42، والجامع للقرطبي 14/ 31