الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{۞مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (31)

قوله : { مُنِيبِينَ } : حالٌ مِنْ فاعل " الزموا " المضمرِ كما تقدَّم ، أو مِنْ فاعل " أَقِمْ " على المعنى ؛ لأنَّه ليس يُرادُ به واحدٌ بعينِه ، إنما المرادُ الجميعُ . وقيل : حالٌ من الناس إذا أُريد بهم المؤمنون . وقال الزجَّاج : " بعد قوله : وَجْهَكَ " معطوفٌ محذوف تقديره : فأقمْ وجهَك وأمتك . فالحالُ من الجميع . وجاز حَذْفُ المعطوفِ لدلالةِ " مُنيبين " عليه كما جاز حَذْفُه في قوله : { يأيُّهَا النَّبِيُّ } [ الطلاق : 1 ] أي : والناسُ لدلالة { إِذَا طَلَّقْتُمُ } عليه . كذا زعم الزجَّاج في { يأيُّهَا النَّبِيُّ } . وقيل : على خبرِ كان أي : كونوا مُنِيبين ؛ لدلالة قوله : " ولا تكونوا " .