السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{۞مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (31)

وقوله تعالى : { منيبين } أي : راجعين { إليه } تعالى فيما أمر به ونهى عنه حال من فاعل أقم ، قال الزمخشريّ : فإن قلت : لم وحدّ الخطاب أوّلاً ثم جمع ؟ قلت : خوطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أوّلاً ، وخطاب الرسول خطاب لأمّته مع ما فيه من التعظيم للإمام ، ثم جمع بعد ذلك للبيان والتلخيص { واتقوه } أي : خافوه فإنكم وإن عبدتموه فلا تأمنوا أن تزيغوا عن سبيله { وأقيموا الصلاة } أي : داوموا عليها وعلى أدائها في أوقاتها { ولا تكونوا من المشركين } أي : لا تكونوا ممن يدخل في عدادهم بمواددةٍ أو معاشرةٍ أو عملٍ تشابهونهم فيه ، فإنه من تشبه بقوم فهو منهم ، وهو عامّ في كل مشرك سواء كان بعبادة صنمٍ أو نارٍ أو غير ذلك .