المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ} (37)

37- فإذا انشقت السماء فكانت حمراء كدرة كالزيت المحترق .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ} (37)

ومن هنا إلى نهاية السورة تبدأ مشاهد اليوم الآخر . مشهد الانقلاب الكوني يوم القيامة . وما يعقبه من مشاهد الحساب . ومشاهد العذاب والثواب .

ويبدأ استعراض هذه المشاهد بمشهد كوني يتناسب مع مطالع السورة ومجالها الكوني :

( فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان ) .

وردة حمراء ، سائلة كالدهان . . ومجموع الآيات التي وردت في صفة الكون يوم القيامة تشير كلها إلى وقوع دمار كامل في هذه الأفلاك والكواكب ، بعد انفلاتها من النسق الذي يحكمها الآن ، وينسق بين مداراتها وحركاتها . منها هذه الآية . ومنها : ( إذا رجت الأرض رجا ، وبست الجبال بسا ، فكانت هباء منبثا ) . .

ومنها : ( فإذا برق البصر ، وخسف القمر ، وجمع الشمس والقمر ) . . ومنها : ( إذا الشمس كورت ، وإذا النجوم انكدرت ، وإذا الجبال سيرت . وإذا العشار عطلت . وإذا الوحوش حشرت . وإذا البحار سجرت ) . .

ومنها : ( إذا السماء انفطرت ، وإذا الكواكب انتثرت . وإذا البحار فجرت ) . . ومنها : ( إذا السماء انشقت ، وأذنت لربها وحقت . وإذا الأرض مدت ، وألقت ما فيها وتخلت ، وأذنت لربها وحقت ) . . وهذه وغيرها تشير إلى ذلك الحادث الهائل الذي سيقع في الكون كله . ولا يعلم حقيقته إلا الله . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ} (37)

تصدع السماء وأحوال المجرمين يوم القيامة

{ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ( 37 ) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 38 ) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ ( 39 ) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 40 ) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ ( 41 ) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 42 ) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ( 43 ) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ ( 44 ) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 45 ) }

37

المفردات :

انشقت : تصدعت .

وردة : كالوردة في الحمرة .

كالدّهان : مذابة كالدّهن أو كالأديم ( الجلد ) الأحمر ، على خلاف ما هي عليه الآن . وجواب ( فإذا ) محذوف تقديره : فما أعظم الهول .

السيما : العلامة .

النواصي : واحدها ناصية ، وهي مقدم الرأس .

والأقدام : واحدها قدم ، وهي قدم الرجل المعروفة .

التفسير :

37 ، 38 ، 39 ، 40 ، 41 ، 42- { فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فَيَوْمَئِذٍ لاَ يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلاَ جَانٌّ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .

يعرض القرآن مشاهد القيامة ماثلة أمام العين كأنك تشاهدها ، وترى السماء العالية المتماسكة ، وقد انشقت على غلظها ، وتعلقت الملائكة بأرجائها ، وتغيَّر لون السماء ، فصار أحمر قانيا بلون الورد ، كما أن جرمها قد انماع ، فصار دهنا متلونا بين الأصفر والأحمر والأخضر ، بلون الأصباغ التي يدهن بها ، أو درديّ الزيت .

{ فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .

بأي هذه النعم تكذبان ؟ حيث يكافأ المتقون ، ويعاقب المجرمون ، وحيث يخبرنا الله بذلك لنحذر عقاب هذا اليوم .

فَيَوْمَئِذٍ لاَ يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلاَ جَانٌّ .

يوم القيامة يوم طويل ، وفيه مواقف متعددة ، في بعضها يُسأل الإنسان .

قال تعالى : { وقفوهم إنهم مسئولون } . ( الصافات : 24 ) .

وفي بعض المواقف ينتهي الأمر كما ينتهي التحقيق في بعض القضايا ، وتحجز للنطق بالحكم .

وفي مواقف الآخرة هناك وثائق تغني عن السؤال ، منها شهادة الجوارح ، وما سُجِّل في الكتب ، وشهادة الملائكة ، واطّلاع الجبار سبحانه وتعالى .

وفي هذا المعنى يقول القرآن الكريم : { يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون } . ( النور : 24 ) .

ويقول سبحانه وتعالى : { هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } . ( الجاثية : 29 ) .

وقال تعالى : { وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } . ( فصلت : 21 ) .

وقد أخبرنا القرآن الكريم أن المؤمنين تبيض وجوههم ، وتكون عليها نضرة النعيم ، ويسعى النور بين أيديهم وبأيمانهم ، وأن الكفار تسودُّ وجوههم ، وتعلوها الغبرة والقترة ، والقتام والخوف والذل .

{ فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .

أي : من نعمه أن أحقّ الحق ، وأبطل الباطل ، وكرَّم المؤمنين ، وعذَّب الكافرين ، فبأي نعمه تكذبان ؟

يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ .

يُعرف المجرمون بعلامات ، منها سواد وجوههم ، وزرقة عيونهم ، وظهور القتام والذلّ والمهانة عليهم ، فتمسك الملائكة بشعر رؤوسهم ، وتجمعه مع أقدامهم ، ويرمى بهم إلى جهنم ، فما أشق ذلك وما أصعبه .

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ .

ومن نعم الله تحذير الناس من ذلك المصير ، نعوذ بالله من حال أهل النار ، ونقول :

لا بشيء من نعمك ربنا نكذّب ، فلك الحمد .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ} (37)

{ فإذا انشقت السماء } تصدعت في يوم القيامة . وجواب " إذا " محذوف تقديره : رأيت ما يذهل ويفزع . { فكانت وردة } فكانت حين تصدعها كالوردة في الحمرة أو حمراء كلون الفرس الورد ، وهو الأبيض الذي يضرب إلى الحمرة في الشتاء . { كالدهان } أي كدهن الزيت في الذوبان من حرارة جهنم ، أو محمرة كالدهان ، أي الأديم الأحمر .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ} (37)

وردة : لونها كحمرة الورد . كالدهان : وهو ما يدهن به .

ثم بين الله تعالى أنه إذا جاء ذلك اليوم الشديد اختلّ نظام العالم ، فتتصدّع السموات ويصير لونها أحمر كالدِهان ، وتصير مذابةً غير متماسكة .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ} (37)

شرح الكلمات :

{ فإذا انشقت السماء } : أي انفتحت أبواب لنزول الملائكة إلى الأرض لتسوق الخلائق إلى المحشر .

{ فكانت وردة كالدهان } : أي السماء محمرة احمرار الأديم أو الفرس الأحمر وذابت فكانت كالدهان في صفائها وذوبانها .

/د37

الهداية

من الهداية :

- بيان الانقلاب الكوني وخراب العالم للقيامة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ} (37)

{ 37 } { فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ }

{ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ } [ أي ] يوم القيامة من شدة الأهوال ، وكثرة البلبال ، وترادف الأوجال ، فانخسفت شمسها وقمرها ، وانتثرت نجومها ، { فَكَانَتْ } من شدة الخوف والانزعاج { وَرْدَةً كَالدِّهَانِ } أي : كانت كالمهل والرصاص المذاب ونحوه

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ} (37)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"فإذَا انْشَقّتِ السّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كالدّهانِ "يقول تعالى ذكره: فإذا انشقّت السماء وتفطّرت، وذلك يوم القيامة، فكان لونها لون البرذون الورد الأحمر... عن ابن عباس "فَكانَتْ وَرْدَةً كالدّهانِ" قال: كالفرس الورد...

قال: قال ابن زيد، في قوله: فَكانَتْ وَرْدَةً كالدّهان قال: مشرقة كالدهان.

واختلف أهل التأويل في معنى قوله: "كالدّهانِ"؛

فقال بعضهم: معناه كالدهن صافية الحمرة مشرقة...

وقال آخرون: عني بذلك: فكانت وردة كالأديم، وقالوا: الدهان: جماع، واحدها دهن.

وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: عني به الدهن في إشراق لونه، لأن ذلك هو المعروف في كلام العرب.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان} [{فبأي آلاء ربكما تكذبان}] يذكر تغير هذا العالم يومئذ وهول ذلك اليوم، وهو كما ذكر من تبديل السماء حين قال: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات} [إبراهيم: 48] وقال: {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب} [الأنبياء: 104] وغير ذلك من الآيات. وكذلك ما ذكر من تغيير الجبال في قوله: {هباء منثورا} [الفرقان: 23] وقوله: {كئيبا مهيلا} [المزمل: 14] وقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] ونحو ذلك. ثم قوله تعالى: {فكانت وردة كالدهان}... ومنهم من قال: شبهها بالدهان، وهو الدهن، للينها وضعفها، وهو كما ذكر في آية أخرى: {يوم تكون السماء كالمهل} [المعارج: 8] والمهل هو دردي الزيت. لكن التشبيه بالمهل إنما يكون لكثرة التلون لا للين. فيكون في هذا التأويل نوع وهي، والله أعلم. وقيل إنما تحمرّ، وتذوب كالدهن...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{فَكَانَتْ وَرْدَةً} فيه وجهان:

أحدهما: وردة البستان، وهي حمراء، وقد تختلف ألوانها لكن الأغلب من ألوانها الحمرة، وبها يضرب المثل في لون الحمرة،... كذلك تصير السماء يوم القيامة حمراء كالورد...

وفي قوله: {كَالدِّهَانِ} خمسة أوجه:...أحدها: يعني خالصة...

الثاني: صافية...

الثالث: ذات ألوان...

. الرابع: صفراء كلون الدهن ....

... وزعم المتقدمون أن أصل لون السماء الحمرة، وأنها لكثرة الحوائل وبعد المسافة ترى بهذا اللون الأزرق، وشبهوا ذلك بعروق البدن هي حمراء كحمرة الدم وترى بالحائل زرقاء، فإن كان هذا صحيحاً فإن السماء لقربها من النواظر يوم القيامة وارتفاع الحواجز ترى حمراء لأنه أصل لونها...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

جواب «إذا» محذوف مقصود به الإبهام، كأنه يقول: {فإذا انشقت السماء} فما أعظم الهول، وانشقاق السماء انفطارها عند القيامة...

فمعنى قوله: {وردة} أي محمرة كالوردة وهي النوار المعروف...

وقال بعضهم: شبه لمعانها بلمعان الدهن...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان، فبأي آلاء ربكما تكذبان} إشارة إلى ما هو أعظم من إرسال الشواظ على الإنس والجن، فكأنه تعالى ذكر أولا ما يخاف منه الإنسان، ثم ذكر ما يخاف منه كل واحد ممن له إدراك من الجن والإنس والملك حيث تخلوا أماكنهم بالشق ومساكن الجن والإنس بالخراب...فإذا انشقت السماء يلقى المرء فعله ويحاسب حسابه كما قال تعالى: {إذا السماء انشقت}...

ما المعنى من الانشقاق؟

نقول: حقيقته ذوبانها وخرابها كما قال تعالى: {يوم نطوي السماء} إشارة إلى خرابها ويحتمل أن يقال: انشقت بالغمام كما قال تعالى: {ويوم تشقق السماء بالغمام}...

. {فكانت وردة كالدهان}... يحتمل وجها آخر وهو أن يقال: وردة للمرة من الورود كالركعة والسجدة والجلسة والقعدة من الركوع والسجود والجلوس والقعود، وحينئذ الضمير في كانت كما في قوله: {إن كانت إلا صيحة واحدة} أي الكائنة أو الداهية وأنث الضمير لتأنيث الظاهر وإن كان شيئا مذكرا، فكذا هاهنا قال: {فكانت وردة} واحدة أي الحركة التي بها الانشقاق كانت وردة واحدة، وتزلزل الكل وخرب دفعة، والحركة معلومة بالانشقاق لأن المنشق يتحرك، ويتزلزل،... ولكن ما المناسبة بين الوردة وبين الدهان؟

نقول: الجواب عنه من وجوه؛

(الأول) المراد من الدهان ما هو المراد من قوله تعالى: {يوم تكون السماء كالمهل} وهو عكر الزيت وبينهما مناسبة، فإن الورد يطلق على الأسد فيقال: أسد ورد، فليس الورد هو الأحمر القاني.

(والثاني) أن التشبيه بالدهن ليس في اللون بل في الذوبان.

(والثالث) هو أن الدهن المذاب ينصب انصبابة واحدة ويذوب دفعة والحديد والرصاص لا يذوب غاية الذوبان، فتكون حركة الدهن بعد الذوبان أسرع من حركة غيره فكأنه قال حركتها تكون وردة واحدة كالدهان المصبوبة صبا لا كالرصاص الذي يذوب منه ألطفه وينتفع به ويبقي الباقي، وكذلك الحديد والنحاس، وجمع الدهان لعظمة السماء وكثرة ما يحصل من ذوبانها لاختلاف أجزائها...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

(فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان). وردة حمراء، سائلة كالدهان.. ومجموع الآيات التي وردت في صفة الكون يوم القيامة تشير كلها إلى وقوع دمار كامل في هذه الأفلاك والكواكب، بعد انفلاتها من النسق الذي يحكمها الآن، وينسق بين مداراتها وحركاتها. منها هذه الآية. ومنها: (إذا رجت الأرض رجا، وبست الجبال بسا، فكانت هباء منبثا)...

. ومنها: (فإذا برق البصر، وخسف القمر، وجمع الشمس والقمر).. ومنها: (إذا الشمس كورت، وإذا النجوم انكدرت، وإذا الجبال سيرت. وإذا العشار عطلت. وإذا الوحوش حشرت. وإذا البحار سجرت).. ومنها: (إذا السماء انفطرت، وإذا الكواكب انتثرت. وإذا البحار فجرت).. ومنها: (إذا السماء انشقت، وأذنت لربها وحقت. وإذا الأرض مدت، وألقت ما فيها وتخلت، وأذنت لربها وحقت).. وهذه وغيرها تشير إلى ذلك الحادث الهائل الذي سيقع في الكون كله. ولا يعلم حقيقته إلا الله...

.

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ} (37)

{ فإذا انشقت السماء } انفرجت أبوابا لنزول الملائكة { فكانت وردة } في اختلاف ألوانها كالدهن واختلاف ألوانه

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ} (37)

قوله تعالى : " فإذا انشقت السماء " أي انصدعت يوم القيامة " فكانت وردة كالدهان " الدهان الدهن ، عن مجاهد والضحاك وغيرهما . والمعنى أنها صارت في صفاء الدهن ، والدهان على هذا جمع دهن . وقال سعيد بن جبير وقتادة : المعنى فكانت حمراء . وقيل : المعنى تصير في حمرة الورد وجريان الدهن ، أي تذوب مع الانشقاق حتى تصير حمراء من حرارة نار جهنم ، وتصير مثل الدهن لرقتها وذوبانها . وقيل : الدهان الجلد الأحمر الصرف ، ذكره أبو عبيد والفراء . أي تصير السماء حمراء كالأديم لشدة حر النار . ابن عباس : المعنى فكانت كالفرس الورد ، يقال للكميت : ورد إذا كان يتلون بألوان مختلفة . قال ابن عباس : الفرس الورد ، في الربيع كميت أصفر ، وفي أول الشتاء كميت أحمر ، فإذا اشتد الشتاء كان كميتا أغبر . وقال الفراء : أراد الفرس الوردية ، تكون في الربيع وردة إلى الصفرة ، فإذا اشتد البرد كانت وردة حمراء ، فإذا كان بعد ذلك كانت وردة إلى الغبرة ، فشبه تلون السماء بتلون الورد من الخيل . وقال الحسن : " كالدهان " أي كصب الدهن فإنك إذا صببته ترى فيه ألوانا . وقال زيد بن أسلم : المعنى أنها تصير كعكر الزيت ، وقيل : المعنى أنها تمر وتجيء . قال الزجاج : أصل الواو والراء والدال للمجيء والإتيان . وهذا قريب مما قدمناه من أن الفرس الوردة تتغير ألوانها . وقال قتادة : إنها اليوم خضراء وسيكون لها لون أحمر ، حكاه الثعلبي . وقال الماوردي : وزعم المتقدمون أن أصل لون السماء الحمرة ، وأنها لكثرة الحوائل وبعد المسافة ترى بهذا اللون الأزرق ، وشبهوا ذلك بعروق البدن ، وهي حمراء كحمرة الدم وترى بالحائل زرقاء ، فإن كان هذا صحيحا فإن السماء لقربها من النواظر يوم القيامة وارتفاع الحواجز ترى حمراء ؛ لأنه أصل لونها . والله أعلم .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ} (37)

{ فإذا انشفت السماء } جواب إذا قوله : { فيومئذ } وقال ابن عطية : جوابها محذوف .

{ فكانت وردة كالدهان } معنى وردة : حمراء كالوردة ، وقيل : هو من غرس الورد ، قال قتادة السماء اليوم خضراء ويوم القيامة حمراء ، والدهان جمع دهن كالزيت وشبهه شبه السماء يوم القيامة به لأنها تذاب من شدة الهول ، وقيل : يشبه لمعانها بلمعان الدهن ، وقيل : إن الدهان هو الجلد الأحمر .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ} (37)

ولما كان هذا مما لم تجر عادة بعمومه وإن استطردت بجريانه منه في أشياء منه في أماكن متفرقة كأشخاص كثيرة ، بين لهم وقته بقوله : { فإذا } أي فيتسبب عن هذا الإرسال إنه إذا { انشقت السماء } من هوله وعظمته فكانت أبواباً لنزول الملائكة وغيرهم ، وغير ذلك من آيات الله { فكانت } لما يصيبها من الحر { وردة } أي حمراء مشرقة من شدة لهيبه ، وقال البغوي{[61943]} : كلون الفرس الورد وهو الأبيض الذي يضرب إلى حمرة وصفرة . { كالدهان } أي ذائبة صافية كالشيء الذي يدهن به أو كالأديم الأحمر والمكان الزلق ، وآية ذلك في الدنيا الشفقان عند الطلوع وعند الغروب ، وجواب { إذا } محذوف تقديره : علمتم ذلك علماً شهودياً أو فما أعظم الهول حينئذ ونحو ذا أن يكون الجواب شيئاً دلت عليه {[61944]}الآيات الآتية{[61945]} نحو : فلا يسأل أحد إذ ذاك عن ذنبه ، وحذفه أفخم {[61946]}ليذهب الوهم فيه كل مذهب .


[61943]:- راجع المعالم بهامش اللباب 7/7.
[61944]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[61945]:-سقط ما بين الرقمين من ظ.
[61946]:- والعبارة من هنا إلى ما سننبه عليه جرى نسخها من ظ الطمس نسخة الأصل.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ} (37)

{ فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان }

{ فإذا انشقت السماء } انفرجت أبواباً لنزول الملائكة { فكانت وردة } أي مثلها محمرة { كالدهان } كالأديم الأحمر على خلاف العهد بها وجواب إذا فما أعظم الهول .

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ} (37)

{ فَإِذَا انشَقَّتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ( 37 ) }

فإذا انشقت السماء وتفطرت يوم القيامة ، فكانت حمراء كلون الورد ، وكالزيت المغلي والرصاص المذاب ؛ من شدة الأمر وهول يوم القيامة .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ} (37)

قوله تعالى : { فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان 37 فبأي آلاء ربكما تكذبان 38 فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان 39 فبأي آلاء ربكما تكذبان 40 يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام 41 فبأي آلاء ربكما تكذبان 42 هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون 43 يطوفون بينها وبين حميم آن 44 فبأي آلاء ربكما تكذبان } .

ذلك إخبار من الله عن أحداث جسام من أحداث يوم القيامة وما يأتي على المجرمين حينئذ من شديد النكال . فقال سبحانه : { فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان } وهذا حدث جلل من أحداث الساعة ، وهو تشقق السماء أي انفكاك بعضها من بعض { فكانت وردة كالدهان } أي صارت كلون الورد الأحمر { كالدهان } وهو اسم لما يدهن به . وقيل : الأديم الأحمر . وقيل : تذوب عقب تشققها كما تذوب درديّ الزيت ، وتتلون كما تتلون الأصباغ التي يدهن بها . فتارة تكون حمراء ثم صفراء ثم زرقاء ثم خضراء . وذلك من شدة ما يقع من أهوال في هذا اليوم .