ثم ذكر حال الخلق حين يلاقون يومهم{[1235]} الذي يوعدون ، فقال : { يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ } أي : القبور ، { سِرَاعًا } مجيبين لدعوة الداعي ، مهطعين إليها { كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ } أي : [ كأنهم إلى علم ] يؤمون ويسرعون{[1235]} أي : فلا يتمكنون من الاستعصاء للداعي ، والالتواء لنداء المنادي ، بل يأتون أذلاء مقهورين للقيام بين يدي رب العالمين .
وروي عن ابن كثير أنه قرأ : «يلقوا » بغير ألف ، وهي قراءة أبي جعفر وابن محيصن . و { يوم يخرجون } بدل من قولهم { يومهم } . وقرأ الجمهور : «يَخرُجون » بفتح الياء وضم الراء . وروى أبو بكر عن عاصم : ضم الياء وفتح الراء . و : { الأجداث } القبور ، والنصب : ما نصب للإنسان فهو يقصد مسرعاً إليه من علم أو بناء أو صنم لأهل الأصنام . وقد كثر استعمال هذا الاسم في الأصنام حتى قيل لها الأنصاب ، ويقال لشبكة الصائد نصب . وقال أبو العالية { إلى نصب يوفضون } معناه : إلى غايات يستبقون . وقرأ جمهور السبعة وأبو بكر عن عاصم «نَصب » بفتح النون{[11337]} ، وهي قراءة أبي جعفر ومجاهد وشيبة وابن وثاب والأعرج ، وقرأ الحسن وقتادة بخلاف عنهما : «نُصب » بضم النون{[11338]} . وقرأ ابن عامر وحفص عن عاصم : «نُصُب » بضم النون والصاد وهي قراءة الحسن أيضاً وأبي العالية وزيد بن ثابت وأبي رجاء وقرأ مجاهد وأبو عمران الجوني «إلى نَصَب » بفتح النون والصاد و { يوفضون } معناه : يسرعون ومنه قول الراجز : [ الرجز ]
لأنعتنّ نعامة ميفاضا*** خرجاء ظلت تطلب الاضاضا{[11339]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.