ويقولون لهم أيضا - مثبتين لهم ، ومبشرين : { نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ } يحثونهم في الدنيا على الخير ، ويزينونه لهم ، ويرهبونهم عن الشر ، ويقبحونه في قلوبهم ، ويدعون الله لهم ، ويثبتونهم عند المصائب والمخاوف ، وخصوصًا عند الموت وشدته ، والقبر وظلمته ، وفي القيامة وأهوالها ، وعلى الصراط ، وفي الجنة يهنئونهم بكرامة ربهم ، ويدخلون عليهم من كل باب { سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } ويقولون لهم أيضا : { وَلَكُمْ فِيهَا } أي : في الجنة { مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ } قد أعد وهيئ . { وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ } أي : تطلبون من كل ما تتعلق به إرادتكم وتطلبونه من أنواع اللذات والمشتهيات ، مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .
وقوله : { نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ } أي : تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار : نحن كنا أولياءكم ، أي : قرناءكم في الحياة الدنيا ، نسددكم ونوفقكم ، ونحفظكم بأمر الله ، وكذلك نكون معكم في الآخرة نؤنس منكم الوحشة في القبور ، وعند النفخة في الصور ، ونؤمنكم يوم البعث والنشور ، ونجاوز بكم الصراط المستقيم ، ونوصلكم إلى جنات النعيم . { وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ } أي : في الجنة من جميع ما تختارون {[25721]} مما تشتهيه النفوس ، وتقر به العيون ، { وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ } أي : مهما طلبتم وجدتم ، وحضر بين أيديكم ، [ أي ] {[25722]} كما اخترتم ، { نزلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ } .
المتكلم ب { نحن أولياؤكم } هم الملائكة القائلون : «لا تخافوا ولا تحزنوا » أي يقولون للمؤمنين عند الموت وعند مشاهدة الحق نحن كنا أولياءكم في الدنيا ونحن هم في الآخرة . قال السدي المعنى : نحن حفظَتكُم في الدنيا وأولياؤكم في الآخرة ، والضمير في قوله : { فيها } عائد على الآخرة . و : { تدعون } معناه : تطلبون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.