تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{نَحۡنُ أَوۡلِيَآؤُكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَشۡتَهِيٓ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ} (31)

الآية 31 وقوله تعالى : { نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ } هذا يخرّج على وجهين :

أحدهما : يشبه أن يكون هذا القول من الذين بشّروهم بما بشّروا ، يقولون : { نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ } .

[ والثاني : يشبه أن يكون ]{[18504]} ذلك من الله تعالى ، وإن كان المذكور على إثر البشارة الملائكة ، وذلك كقوله تعالى : { وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ } { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [ غافر : 50 و51 ] .

ثم إن ذلك كان من الله عز وجل فيكون تأويله : { نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ } في عصمتكم { فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } وأولى بكم في الآخرة في المعونة . أو يقول : نحن أولى بكم في النصر والتوفيق في الدنيا والجزاء والثواب في الآخرة ، والله أعلم .

وإن كان ذلك من أولئك الذين بشّروهم فيقولون{[18505]} : { نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا } بالصحة ، فكذلك نكون في الآخرة .

وقوله تعالى : { وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ } هذا يحتمل وجهين :

أحدهما : { وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ } أي لكم ما ترغب فيه أنفسكم ، وتتوق إليه .

[ والثاني ]{[18506]} : لكم فيها ما تتلذذ به أنفسكم ، وتتنعّم بها .

وقوله تعالى : { وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ } قيل : ما تتمنّون ، وتسألون ، أو يقول : { ما تدّعون } من الدّعوى .


[18504]:في الأصل وم: وجائز أن.
[18505]:الفاء ساقطة من الأصل وم.
[18506]:في الأصل وم: أو.