الآية 31 وقوله تعالى : { نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ } هذا يخرّج على وجهين :
أحدهما : يشبه أن يكون هذا القول من الذين بشّروهم بما بشّروا ، يقولون : { نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ } .
[ والثاني : يشبه أن يكون ]{[18504]} ذلك من الله تعالى ، وإن كان المذكور على إثر البشارة الملائكة ، وذلك كقوله تعالى : { وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ } { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [ غافر : 50 و51 ] .
ثم إن ذلك كان من الله عز وجل فيكون تأويله : { نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ } في عصمتكم { فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } وأولى بكم في الآخرة في المعونة . أو يقول : نحن أولى بكم في النصر والتوفيق في الدنيا والجزاء والثواب في الآخرة ، والله أعلم .
وإن كان ذلك من أولئك الذين بشّروهم فيقولون{[18505]} : { نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا } بالصحة ، فكذلك نكون في الآخرة .
وقوله تعالى : { وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ } هذا يحتمل وجهين :
أحدهما : { وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ } أي لكم ما ترغب فيه أنفسكم ، وتتوق إليه .
[ والثاني ]{[18506]} : لكم فيها ما تتلذذ به أنفسكم ، وتتنعّم بها .
وقوله تعالى : { وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ } قيل : ما تتمنّون ، وتسألون ، أو يقول : { ما تدّعون } من الدّعوى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.