غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{نَحۡنُ أَوۡلِيَآؤُكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَشۡتَهِيٓ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ} (31)

25

وقوله { نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا } يقابل قوله { وقضينا لهم قرناء } فللملائكة تأثيرات في الأرواح بالإلهامات الحسنة والخواطر الشريفة كما للشياطين تأثيرات بإلقاء الوساوس والهواجس ، وقد تقدم في أول الكتاب في تفسير الاستعاذة . وإذا كانت هذه الولاية ثابتة في الدنيا بحكم المناسبة النورية كانت بعد الموت أقوى وأظهر لزوال العلائق الجسمانية . وقيل : في الحياة الدنيا بالاستغفار . { وفي الآخرة } بالشفاعة . وقيل : كنا نحفظكم في الدنيا ولا نفارقكم في الآخرة حتى تدخلوا الجنة { ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم } يعني الحظوظ الجسمانية { ولكم فيها ما تدعون } أي تمنون من المواهب الروحانية ، وقد مر في " يس " سائر الوجوه .

/خ54